.
الفعل
وردّة الفعل في حادثة الفيلم المسيء
ــــ إعادة تنزيل
في ذكرى الاعتداء على سفارة أمريكيا بتونس ــــ
· إنّ العنف الرمزي الذي سلّطه الغرب على مئات ملايين المسلمين، بالسماح ببثّ
الفيلم المُسيء لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم هو أكثر ظلما وقسوة من العنف المادي
الذي قام به اليوم 14-09-2012، جموع من الشباب حول السفارة الأمريكية في تونس.
· إنّ تجريم الولايات المتحدة الأمريكية اليوم يجب أن لا يكون بسبب عمل
سنيمائيّ عارض معزول، وإنّما لخطّها الاستبدادي الثابت، المحتقر للمسلمين
ومعتقداتهم.
· إنّ الاكتفاء اليوم بإدانة ردّة الفعل الشبابية - حتّى وإن قام البعض
بتغليف إدانته هذه بامتعاض خجول من الفيلم الأمريكي – لا تخدم إلاّ مصلحة الغرب
الظالم. بل وتُشجّعه على التمادي في طغيانه.
· إنّ المهرولين اليوم من رجال دين وسياسة وثقافة نحو وسائل الإعلام يُدينون
ردّة فعل شباب ويغضّون الطرف على الفعل الرسمي المُمنهج، هم في الحقيقة ينتصرون للظالم على حساب شعبهم المظلوم، بدعوى حرية
التعبير الكاذبة والديبلوماسية المخادعة.
ولكن في المقابل، فإنّ خواطر وآراء ترى وباختصار شديد:
أنّ هذه الاحتجاجات -وإن كانت ضرورية- فهي لا تخدم الأمّة الإسلاميّة حاليا.
لأنّنا ببساطة قد نصنع حدثا، ولكنّنا لا نعرف أو بالأحرى ليست لنا القدرة على
استثمار ذلك الحدث. وعندها تكون الهزّات الارتدادية لهذه الاحتجاجات أكثر ضررا من
فعل العدوّ نفسه. ونكون بذلك قد سقطنا في الفخّ الذي رسمه لنا العدوّ، ألا وهو
تشكيل عواطف المسلمين وتوجيه هذه العواطف في الاتجاه الذي يُحقّق مصالح أعداء
الإسلام.
وهذا لا يعني أنّنا اليوم، نأسف لجرح كرامة مواطن أمريكي في تونس أو حتى لموت ديبلوماسيّ
أمريكيّ في ليبيا، أبدا. فهم لم يتركوا في طيّات
قلوبنا مكانا يتّسع لحزن جديد على ضحاياهم في ليبيا أو كرامتهم في تونس. وسيظلّ
ثأرنا دفينا في صدورنا حتّى يحين الوقت ونستردّ بإذن الله كلّ حقوقنا المغتصبة. ولن تحطّ من عزيمتنا زيارةُ قياديّينا
لمعابد اليهود والنصارى، ومعانقةُ مسؤولينا
للصهاينة والظَّلَمة، وإدانةُ مثقّفينا للمظلوم استرضاء للظالم.
مع تحيات
خواطر وآراء
14-09-2012
.