.
استباقا للمدّ
الفارسي وتجاوزا للمذاهب الدينية -1
قراءة في مفهوم المقاومة
مقتطفات من
دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي
حسن نصر الله بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب)
2006
أثناء البحث
عن مقتطف آخر في مسألة المدّ الفارسي، وجدت وكأنّ مقدّمة 2006 تُصوّر الأحداث التي
نعيشها هذه الأيام. ومع على القارئ إلاّ أن يُغيّر بعض الأسماء بأخرى (كتبديل لفظ
المقاومة بِـ المعارضة) حتى يتمكّن من تأليف مبسّط للمشهد الثوري الحالي.
عاش المستضعفون حرقة صيف ساخن بسبب العدوان الغاشم على لبنان. وانقسم المسلمون
فرقا وشيعا, تشتّتت بينهم المواقف من التأييد الأعمى إلى المعارضة الحاقدة.
اعتقدنا أنّ الأزمة ظرفية وأنّه عندما ينكشف الغبار سيرى كلّ واحد إن كان تحته فرس
أم حمار. لكنّ عملية تحريك الشعوب من جهات مسؤولة وغير مسؤولة تواصلت في اتجاهات
مختلفة متضاربة متعاكسة. وكنّا واعين لسبب وقوف اليساريين إلى جانب المعتدَى عليه,
وأنّ همّهم الوحيد البحث عمن يكسر شوكة رأس مال العالم الجديد. وكنّا متفهّمين لانحياز
القوميين للجانب المقاوم, وذلك لتعطّشهم لنصر "أيّ نصر" على عدوّهم الدّائم، أمّا المتسلّقون
عراة سفينة الظالم المعتدِي فلا داعي للانشغال بهم.
ولنعد إلى نوع ثالث في قائمة المساندين للمظلوم نحسبهم من ذوي الفكر النيّر, فموقف هؤلاء يحتاج إلى أكثر من وقفة. إنّنا, وإن كنّا نفهم سبب تزييف وعي النّاس من طرف بعض الجهات, لا نفهم غاية أزهريين تجمّعوا في ساحة الجامع بالقاهرة تأييدا للمقاومة اللبنانية وقد رفعوا صور قائد المعركة (حسن نصر الله) ملقّبين إيّاه بخالد بن الوليد والقائد صلاح الدّين, حتّى أنّ المشهد انتقل بنا من عالم اليقظة إلى عالم الحلم في صورة مقلوبة, وذلك برؤية القائد "السيّد" يدخل الأزهر الشريف محمولا على الأعناق لا اعترافا بجميل المساندين بل طالبا إرث جدّه المعزّ الفاطمي في جامع الزهراء....
ولنعد إلى نوع ثالث في قائمة المساندين للمظلوم نحسبهم من ذوي الفكر النيّر, فموقف هؤلاء يحتاج إلى أكثر من وقفة. إنّنا, وإن كنّا نفهم سبب تزييف وعي النّاس من طرف بعض الجهات, لا نفهم غاية أزهريين تجمّعوا في ساحة الجامع بالقاهرة تأييدا للمقاومة اللبنانية وقد رفعوا صور قائد المعركة (حسن نصر الله) ملقّبين إيّاه بخالد بن الوليد والقائد صلاح الدّين, حتّى أنّ المشهد انتقل بنا من عالم اليقظة إلى عالم الحلم في صورة مقلوبة, وذلك برؤية القائد "السيّد" يدخل الأزهر الشريف محمولا على الأعناق لا اعترافا بجميل المساندين بل طالبا إرث جدّه المعزّ الفاطمي في جامع الزهراء....
في المقـاومة والنـصر
ولرسم الخطوط الأولية لابد من توضيح
لمفهوم المقاومة .
قاومه قواما
ومقاومة يعني قام معه أو ضادّه وبالرجوع للجذر فإنّ ق . و . م تفيد الانتصاب والاعتدال والثبات. فالقيامة هي
الانبعاث من الموت والديانة القيّمة هي المستقيمة والتقييم إعطاء قيمة للشيء
والتقويم يعني التوفيق. وهذه الشروح مستخرجة من (المنجد – دار المشرق بيروت –
الطبعة الحادية والعشرين – مطابع نصر الله – أيار 2005 )
ووظيفة
المُقاوم résistance
في الهندسة الكهربائية هي التصدّي للتيار الكهربائي قصد التخفيض
من شدّته. وبذلك فهي تختلف عن مهمة الملفّ bobine أو
المولّد dynamo. فالمقاوم يسهر ضمن دارة على حسن تفاعل
مكوّناتها ويحقق أفضل تعديل ممكن بين عناصرها. ورغم الدور الأساسي للمقاوم فإنّه
لا يُذكر ضمن خاصيات الجهاز أو مميّزاته على العكس من ذلك في حالة
العطب, فلو تجاوز المقاوم مهمّته واعتقد أنّ بإمكانه الاستغناء عن مكوّن من
مكوّنات الدارة أو احتلال محلّه لَتعطّب الجهاز بكامله, وعندها تُحمّل المسؤولية
على المقاوم وحده دون بقية العناصر. فإذا أسقطنا دور المقاوم في الجهاز الكهربائي
على المقاومة الإسلامية في لبنان برزت الصورة واضحة جلية بإجابياتها وسلبياتها قبل العدوان وأثناءه وبعده .
والمقاومة في موضوعنا هي التصدّي
للعدو مع الحرص على عدم تجاوز حدود معينة وإن تخطّاها العدو. والمقاومة ليست
موسمية, فهي استنزاف للعدو حتّى يقتنع بعجزه عن مواصلة دفع ثمن احتلاله. والأهم من
ذلك هو إبقاء إرادة المقاومة حيّة في ضمير الأمّة.
والسلام،
عثمان الدرويش... يتبع بإذن الله، ودائما مع تحييد المتغيّرات العقائدية المذهبية
09 / 03 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire