.
مقتطف 5 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006
ما خسره
حزب الله من "نصره " على العدو الصهيوني جولة 2006
أُسدل الستار على حرب حزب الله ضد الصهاينة في صائفة 2006 بصدور القرار الأممي 1701 المعزّز لقوات اليونيفيل على الحدود، واحتفظ نصر الله بسلاحه. ولكن ما الفائدة من قوة لا تستند على حقّ في استخدامها؟
أُسدل الستار على حرب حزب الله ضد الصهاينة في صائفة 2006 بصدور القرار الأممي 1701 المعزّز لقوات اليونيفيل على الحدود، واحتفظ نصر الله بسلاحه. ولكن ما الفائدة من قوة لا تستند على حقّ في استخدامها؟
الآن، لو قام
الجيش الصهيوني مثلا بإنزال واختطف مواطنا لبنانيا، لو رفض الانسحاب من منطقة
الغجر أو مزارع شبعا وكفر شوبا، لو امتنع عن إعادة الخط الأزرق لِما كان عليه؟ لو
قام العدو بشيء مِن هذا؟ هل نرى مقاومة نصر الله قادرة على القفز فوق 1701 للقصف
أو للأسر؟ لا، لن يحدث ذلك مستقبلا.
ولتقريب المفهوم
نقدّم مثاليْن اثنيْن:
·
هزيمة مصر عام67 استُأنِفت بحرب استنزاف معروفة، ذاقت
"إسرائيل" خلالها الأمرّيْن.
·
نصر مصر عام 73 انتهى بمعاهدة كامب دافيد الشهيرة، وأُغلق
بعدها ملف الصراع المصري-الإسرائيلي: فلو امتلكت مصر اليوم كلّ أنواع القوة،
وأرادت تغيير بند من المعاهدة أو حتّى تنفيذ نقطة منها لا تزال اسرائيل ترفضها، هل
نراها قادرة على ذلك بعد إمضاء وثيقة التفريط في الحقوق؟ من الصعب حدوث ذلك.
ففي باب قيمة النصر، ليس المهمّ مَن يربح جولة
محدودة، ولكنّ الأهمّ مَن يستطيع نقل الصراع في الزمان والمكان من معركة خاطفة
قصيرة إلى حرب استنزاف طويلة يفقد فيها العدو حريّة الحركة ويكتفي بالدفاع عن نفسه.
وما الجدار
العنصري في الضفة الغربية رغم مرارته، وهروب شارون من غزة رغم سوء استثماره،
وتسليم أمريكيا القيادة في أفغانستان إلى حلف الناتو، وفرار جيش الاحتلال من شوارع
العراق الساخنة وانزواؤه في الثكنات إلاّ شواهد على ما كنّا بصدده.
ونستحضر
هنا الصورة المعبرة لبعض فلسطينيي الشتات وهم يُمسكون بمفاتيح بيوتهم لعقود كرمز
لتمسّكهم بالحقّ وعدم التفريط فيه.
هذه
الصورة تُرعب العدو الصهيوني من جهة، وتُبقي إرادة المقاومة حيّة في ضمير الأمّة من جهة أخرى. وهذا
ما خسره نصر الله بعد "نصره الإلاهي" على العدو الصهيوني سنة 2006.
يتبع بإذن الله
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
والسلام، عثمان
الدرويش
29 / 05 / 2013
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire