.
رسالة
من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري
المصدر: إبراهيم جابر
إبراهيم
التاريخ: 22 يونيو 2011
ستكون الخيمة مزعجة
في الليلة الأولى، ثم في السنة الأولى، بعد ذلك ستصير ودودةً كواحدٍ من العائلة،
لكن حاذر أن تقع في حبها، كما فعلنا!
لا تبتهج إن رأيتهم
يقيمون لكم مركزاً صحياً، أو مدرسةً ابتدائية، هذا خبرٌ غير سارّ أبداً!
وإيّاك أن تتورط
بمطالبات غبية مثل بناء بيوت بسيطة بدل الخيام، أو بخطوط مياه وكهرباء، ذلك يعني
انك بدأت تتعايش.. وهنا مَقتلُ اللاجئ، وهنا أيضاً مَقبرته!
....
سيبيعك الناس لبعضهم،
تلك هواية السياسيين، وسيجيئك المتضامنون من كل البلاد، ستصير أنتَ شعارهم
الانتخابي، ويتقربون بك إلى الله، وستزداد همّة الناس في تفقّدك في «رمضان» وفي
الأعياد والمناسبات الدينية!
والبعض سيصوّر أطفالك
منهكين وجائعين لمجرد أن يحصل على مكافأة من رئيس التحرير أو مدير المحطّة، وزوجتك
النائمة الآن في الظلّ قد تكون موضوعاً لصورةٍ تفوز بجائزةٍ دولية!
وهنا سيتقدمُ ابنك
الذي صار رجلاً دون أن تنتبه ليحمل عنك الذاكرة.. ليحمل حُلمك الذي أنقض ظهرك!
... يا صديقي لا تُفكّر في الأمر إلا وأنت تنظرُ خلفك، وتذكر أيضاً أنك أدرتَ
خدّك الأيسر مرّتين، أيّ خدّ ستدير الآن؟!
...
لا تلتقط الصور التذكارية مع سفراء النوايا الحسنة، ولا تشكو لهم حرارة الطقس أو
من الحصى في الخبز، وحاذر أن تطالب بخيمةٍ أفضل، ليس ثمة خيمة أفضل من خيمة الوطن.
وأخيرا ؛ لا تناد يا عرب ، لأنّ الاستغاثة بالأموات حرام.
مع تحيات خواطر وآراء
29-03-2014
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire