مقتطف 3 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006
مختصر نضال حزب الله في الجنوب
كان لبنان قد دخل في حرب أهلية منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي. وقد
استغلّ الفلسطنيون المُهجَّرون من طرف الاحتلال الإسرائيلي الظرفَ. فكانوا يشنّون
من جنوب لبنان الهجمات المتتالية على العدوّ الصهيوني. انتهز أريال شارون الوضع
الأمني الهشّ بلبنان. فدخل بجيشه بيروت وارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا أيام 16 و17 و18
سبتمبر/أيلول 1982. واستعان شارون في تلك المجزرة بالحزب
العربي كتائب حبيقة، والحزب المسلم شيعة برّي (قبل انقسامها إلى حركة أمل وحزب
الله).
صمد المقاومون الفلسطنيون في مخيّمات صبرا
وشتيلا حتّى تقهقر المحتلّ. وتمّ تنفيذ مؤامرة ترحيل المسلّحين الفلسطينيين –وعلى
رأسهم المرحوم ياسر عرفات- عن بيروت في اتّجاه تونس.
اندحر شارون عن بيروت وأنشأ في الجنوب
اللبناني شريطا عازلا. ثمّ وكّل اللبناني سعد حداد بحماية الحدود الشمالية لفلسطين
المحتلّة. لكنّ العمليات الفدائية تواصلت على العدوّ من الجنوب اللبناني. وفشل أنطوان لحد خليفة سعد حداد في حماية الصهاينة. فقدّم حزب
الله نفسه على أنّه الحارس الوحيد القادر على إدارة الشريط الحدودي. إذ صارت
العمليّات الجهادية لا تُنفّذ إلاّ بإذن حزب الله، بل وتحت إشرافه.
عندها أدرك شارون ضرورة
اتّفاق ضمنيّ مع حزب الله لحراسة حدوده. وفعلا، انسحب
شارون من جنوب لبنان وأسرع حزب الله لملء الفراغ. وأصبحت الهجمات المتبادلة بين الطرفين
ذات طابع فرجوي حسب مصلحة هذا الطرف أو ذاك.
انحسر السنّة عموما
والفلسطينيون خصوصا خارج الشريط الحدودي، وتواصلت الاستعراضات العسكرية بين
الصهاينة وحزب الله، حتى اغترّ هذا الأخير بنفسه واختطف الصهاينةَ الثلاثة. فوقع العدوان على لبنان في جويلية/تموز 2006. وحصل ما حصل.
لم تعد إسرائيل تقبل بحزب الله كحاجز مانع لها من الهجومات الفدائية، فقامت باستبدال حزب الله بالقرار الأممي 1701 وصارت قوات اليونيفيل –بعد أن تمّ تعزيزها- هي الحارسة للعدوّ من حزب الله ومن غير حزب الله. يومها قال زعيم النصر الإلهي للحزب الشيعي: لو كنتُ أعلم –ولو بنسبة واحد بالمائة- أنّ ردة فعل الصهاينة ستكون بهذا العنف، لَما كنتُ خطفتُ جنودهم.
لم تعد إسرائيل تقبل بحزب الله كحاجز مانع لها من الهجومات الفدائية، فقامت باستبدال حزب الله بالقرار الأممي 1701 وصارت قوات اليونيفيل –بعد أن تمّ تعزيزها- هي الحارسة للعدوّ من حزب الله ومن غير حزب الله. يومها قال زعيم النصر الإلهي للحزب الشيعي: لو كنتُ أعلم –ولو بنسبة واحد بالمائة- أنّ ردة فعل الصهاينة ستكون بهذا العنف، لَما كنتُ خطفتُ جنودهم.
ومن يومها أغلقت آخر جبهة قتال خارجية ضدّ
الصهاينة.
يتبع بإذن الله
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
والسلام، عثمان الدرويش
27 / 05 / 2013
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire