.
أبجديات تلاوة القرآن الكريم 1- مقدّمة
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا: الآية
31 من البقرة. فالله سبحانه وتعالى مكّن الإنسان من اللغة قبل مناظرته للملائكة
وتحمّله للأمانة. فإيمانا منّا بأنّ اللغة هي آلية الفكر بلا منازع. ومن مبدإ أنّ
اللغة وطن روحيّ والدّفاع عن الوطن واجب مقدّس، كان اهتمامنا لعقود بالظاهرة
اللغوية في بعض جوانبها. والشعار المُبسّط جدا الذي كنّا نرفعه في كلّ المحافل: [فقط، اعطوا العربية نفس الحظوظ التي
تُوفّرونها للغة الأجنبية كالفرنسية والانكليزية.] فالتبجّح بأنّ العربية هي اللغة الوطنية و/أو الرسمية للبلاد، أو هي اللغة
الأمّ و/أو الأب لم يعد التّرياق السحري لحلّ مُعضلة اللغة-الفكر.
وأمام الرفض الدائم للاستجابة الحقيقية من
طرف الهياكل ذات العلاقة، انخرطنا في عملية إصلاح النفس. فالمعلّم كأحد العناصر
المُكوِّنة للمثلث التعلمي، هو نفسه غير مُتمكّن من اللغة العربيّة. وحذق لغة يبدأ
من النطق بها (ففي فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت اللغة
الفرنسية هي لغة الرياضيات والعلوم في المرحلة الابتدائية. ثمّ تصبح الفرنسية
بعدها –وعلى يد مخلّفات فرنسا الاستعمارية- لغة التعليم في كلّ المجالات [حتّى
تاريخ تونس وجغرافيتها... ما عدا بضعة حصص للتربية الدينية واللغة العربية]).
والسؤال البديهي: كيف يُعاقب معلّم تلميذه على خطإ لم يرتكبه؟
مثلا: كيف ينطق معلّم التاء طاءً في: التمر، ثمّ يعاقب التلميذ إذا كتب: (الطمر)
أو يُحوّل معلّم السين صادا في: السبورة أو سطرا، ثمّ يعاقب التلميذ إذا كتب: (الصبورة أو صطرا)
أو يُعوّض معلّم السين بالزاي في: المسجد، أو الشين بالجيم في: الرُّشد. ثمّ يعاقب التلميذ إذا كتب: (المزجد) أو (الرّجد)
أو يحذف همزة ابتداء أو حرف مدّ في: اشترى مجدي لعبة، ثمّ يعاقب التلميذ إذا كتب: (شْتَرَ مَجْدِ لعبتا)
ولكنّ هذا الخلل لم يكن مُقتصرا على التلميذ
والمعلّم فحسب. فمنذ سنوات قليلة ومع بداية انتشار علم القراءات، ارتفعت أصوات من
العامّة وذوي اللسان الفرنسي مُحتجّة دون سابق علم على طريقة قراءة بعض الأئمّة
للقرآن الكريم. وهذا بحول الله سيكون موضوع الجزء الثاني من هذه المقدّمة.
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
01 / 08 / 2011
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire