.
مقتطف 7 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006
السلاح السيكولوجي لحسن نصر الله
**طرحنا ينحصر في صراع النفوذ بالمنطقة لذلك
قمنا باستبعاد العامليْن العرقي حتّى لا نُتّهم بالصدّاميين، والعقائدي كيْ لا
نُنعت بالتكفيريين.
يقول حسن نصر الله في خطاب مهرجان النصر
الإلهي يوم 22 أيلول/ سبتمبر 2006 في بيروت:
(إنّ بضعة آلاف من أبنائكم المقاومين اللبنانيين وقفوا 33 يوماً في أرض مكشوفة للسماء وأمام أقوى سلاح جو في منطقة
الشرق الأوسط.. )*
ونسي أمين حزب
الله أنّ التاريخ سجّل صمود الفلسطينيين لـ88 يوما سنة 78 في مخيمات صبرا وشاتيلا
رغم المجازر التي اقتُرِفت في
حقّهم بمشاركة شيعة برّي (حليفه الحالي) وقبل ميلاد حزبه من صلب حركة أمل الشيعية.
حينها صمد المقاومون حتّى تنفيذ مؤامرة ترحيل المسلّحين منهم عن بيروت وتقهقر
المحتل الصهيوني عنها.
ولا تزال ذاكرة
الأمّة تحتفظ بمشاهد صمود قلعة جنين ورموز المعتصمين بكنيسة المهد. وتحفر في
ضميرها ملحمة عرفات عندما ضرب العدو الاسرائيلي حول مقاطعته في رام الله حصارا
عسكريا. بل إنّ ملامح وملاحم الصمود الفلسطيني نعيشها على مدار الساعة.
ونسرد مفارقة أخرى
من مفارقاته العجيبة حول مفهومه للنصر. إذ يقول في نفس الخطاب:
(بصمودكم ومقاومتكم يستطيع رجل، أستطيع أن أقول عنه عربي كبير كبير كبير كتشافيز أن يقول ما قاله بالأمس في
الأمم المتحدة: المقاومة اللبنانية اليوم هي تلهم كل مقاومي العالم.)*
ولكنّ نصر الله
تناسى أنّ تشافيز كان عربيا كبيرا كبيرا حتّى قبل عدوان 12 جويلية 2006 وبالفعل
وليس بالقول فحسب. تشافيز نزل بطائرته في بغداد المقاومة الصامدة، والمحاصرة وقتها.
وتشافيز تحدّى أمريكيا بالفعل وليس بالقول فأعاد هيكلة اقتصاده وإعلامه، وقدّم
دعمه الكامل لدول تعتبرها الولايات المتحدة حديقتها الخلفية .
ودائما حول النصر
الإلهي يقول نصر الله:
(هذا هو انتصارنا وهذه هي نتيجة معركتنا أيضاً. مقاومتكم قدمت نموذجاً للصمود، الصمود الاسطوري، الصمود المعجزة،
وهذا سيصبح حجة وأصبح حجة على كل العرب وعلى كل المسلمين، على الحكام وعلى الجيوش
وعلى الشعوب.)*
فهو ينفي وبالقطع
أن يكون التاريخ قد عرف أيّ نوع من المقاومة –إلاّ مقاومته-، وهو بذلك يُريد سحب الشرعية عن بقية المقاومين سواه ويقدّم حزبه كنموذج مختلف عن بقية أحزاب شعبته علّه
بذلك يُرمّم سمعة طائفته التي جعلت النفوس تشمئزّ
لجرائمها المرتكبة في العراق.
يتبع بإذن الله
مسؤولية وحقوق هذه
المادة لصاحبها
والسلام، عثمان
الدرويش
31 / 05 / 2013
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire