.
مقتطف 11 من دراسة سابقة كتبتها في رمضان 1427 / أكتوبر 2006 للردّ على بعض أصدقائي من مُريدي "السيّد" بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006
براغماتية حسن نصر الله
... ينقل الكاتب العراقي ربيع الحافظ في موقع الواب [التاريخ] عن عالم
الاجتماع د. علي الوردي، وهو شيعيّ عراقي [إنّ تمدّد التشيّع
خارج مساحاته التقليدية يتطلّب حراسة سياسية أو مؤثرا خارجيا، أو الاثنين معا.]
ولتنفيذ مخطّطه، ضَمن حسن نصر الله العامليْن: المؤثّر الخارجي (هو العنصر
الإسرائيلي، وقد تطرّقنا له سابقا) والحراسة السياسية: في الداخل، من خلال حليفه
نبيه برّي الشيعيّ والرئيس الدائم للبرلمان الللبناني، وفي الخارج عبر إيران
وسوريا زايد عراق ما بعد صدّام. وهذه العوامل مجتمعة يسّرت على زعيم حزب الله
المناورة. لذلك يراه المتابع دائما يُحلّل وضعية لبنان والمنطقة ثم يُشكّل فرضيات، يُجرّبها
عمليا، ولمّا يتأمّل نتائجها ويجدها غير ملائمة للواقع يبحث عن إجابات أخرى.
فالمهم لديه ليس الحقيقة بل تقديم فرضيات مقبولة ستُنقض وتُرفض في يوم ما.
... فمع بداية
حربه ضد العدو الصهيوني، جعل حسن نصر الله المعركة قدرا محتوما على اللبنانيين شاء
من شاء وأبى من أبى –حسب تصريحه-، ثم تراجع في نهايتها مصرّحا: ( 'إن قيادة حزب الله لم تتوقع ولو 1% أن عملية أسر الجنديين ستؤدي إلى
حرب بهذه السعة وبهذا الحجم، ولو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة
لما قمنا بها قطعًا'.)
... في خطاب "نصره الإلهي" 22
أيلول 2006 يقول نصر الله متحدّثا عن إسرائيل: (صورة الجيش الذي لا يقهر أنهيناها، مقولة الدولة التي لا تقهر
أنهيناها، بِجَدٍّ "خْلُصْنَا"، )* كيف
يجرأ على مثل هذا التصريح وأمير الحرب يعلم أنّ مزارع شبعا لا تزال مُحتلة، بل إنّ
سيطرة العدو امتدّت إلى مساحات جديدة مثل كفر شوبا؟
وحتى تنطلي على مريديه، يُضيف نصر الله في
نفس الخطاب: (قالوا
لنا لا نستطيع الآن أن نعيد مزارع شبعا إلى لبنان. لماذا؟ لأنّنا لا نريد أن نقدّم
نصرا إلى حزب الله!!)*
... يقول حسن نصر الله في مهرجان
بيروت 22 أيلول، مُراهنا على ضعف ذاكرة الشعوب: ( أؤكد كما خلال 25 سنة، هذا السلاح ليس
للداخل ولم ولن يستخدم للداخل ، )* فهو يُحاول محو
جرائم صبرا وشتيلا ودور حركة أمل الشيعية فيها، والتي أفرزت حزبه بعد ترحيل
المقاومين الفلسطينيين عن بيروت. ثم يعود وفي نفس الخطاب ليقول: (واذا تخلفت الدولة والحكومة عن مسؤوليتها في حماية الأرض والمواطنين. الشعب اللبناني سيتحمل المسؤولية
كما تحملها منذ العام 1982 . )* أي إنّه
على استعداد لارتكاب مجازر جديدة مثل التي شاركت فيها طائفته الشيعية سنة 82 مع
كتائب حبيقة المسيحية وجيش شارون الصهيوني.
... ونختم بهذه
المناورة: في صائفة 2006 قبِل حسن نصر الله تغيير قواعد اللعبة والذهاب في حرب مفتوحة.
وعوض أن نرى صواريخه تدكّ مناطق صناعية أو عسكرية ذات بال -حتى وإن كانت حدودية-
كنّا نجلس لنحسب عدد تلك الصواريخ ونقارن بين المسافات التي تقطعها. وحتى تنطلي
اللعبة على المتعطّشين لأي نصر، كان نصر الله يخرج علينا مُهدّدا: "إن قصفتم قلب عاصمتنا سنقصف قلب عاصمتكم". فهل
بهذه البساطة سيسمح نظام عالمي مضارباتي لأحد الطرفين المتحاربين بقصف سوق
معاملاته وتهديم بورصاته وتخريب مراكزه الخدماتية الربوية!؟
ولتأكيد رأينا
نعرض محزونين حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ومنطقة المصانع مثال على ذلك.
ولكن خلال العدوان، لم نسمع عن استهداف أيّ مناطق استراتيجية أو انقطاع للتيار
الكهربائي كليّا كان أو جزئيّا. فحتى بورصة بيروت لم تتوقّف إلاّ لأيام قليلة
مقارنة بفترة العدوان، وكان توقّفها تحسّبا لقصف مفاجئ وليس نتيجة له.
ولكن ألم تكن لحزب الله وأمينه إيجابيات؟ بلى، وهذا ما سنعرضه لاحقا بإذن
الله.
يتبع بإذن الله
والسلام، عثمان الدرويش
04 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire