.
مقاربة
ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/1/ تعريف ومقدّمة
الحمد
لله وحده
التعريف
هذه
المقاربة هي وجهة نظر اعتمدت المعاينة الميدانية للفعل الثوري وبالتالي فهي لا
تخلو من انطباعات ذاتية، ومواقف شخصية. غير أنّها ارتكزت على ميثاق شرف، هو إشهاد
الله على صدق أحداثها.
هي لا
تستجيب لشروط الدراسة العلمية ولا ترقى إلى درجة الوثيقة التاريخية وإنّما هي
ومضات تكشف جوانب من المشهد الثوري بإنطاق الزوايا الصامتة فيه.
هي
مساهمة سردية – معطياتها متناسقة أحيانا، متنافرة أحيانا أخرى- لضخّ رأس مال رمزيّ
يُساعد على ترميم الذاكرة الجماعية من جهة، ويُخلّصها من هيمنة طرفيْن أساسيْن [أحدهما
بسيط(ديني)، والثاني مركّب(عَلماني-عَولمي)] متصارعيْن لبناء ذاكرة مُسلّحة بإسمنت
الإيديولوجيا. والله وليّ التوفيق
المقدّمة:
قبيل اندلاع شرارة الثورة
على
المستوى الوطني: بعد أغنية الراب (رايس البلاد) لـ"الجنرال"، والشكوى
المقدّمة من طرف فنّانين ضد مطرب الراب "بسيكو آم"، نزّل الناشط الحقوقي
زهير مخلوف –حصريّا على موقع السبيل أونلاين- شريطا يُصوّر الحالة المُزرية لمسجد
تمّ إغلاقه من طرف الحاكم قبل سنوات /الشريط المصاحب: http://www.youtube.com/watch?v=9RNiOlbBe9Y
وبعد
مدّة تعرض قناة الجزيرة مقتطفات منه، فتُحدث ضجّة في أوساط المجتمع. سرعان ما حوّلها "الفايسبوكيون"
بإعادة نشرهم للشريط إلى موجة سخط في الشارع التونسي.
على
المستوى الشخصي: شعرتُ بتململ محلّيّ على المستوى الإدارة والأمن. فقد بلغني من
خلال تسريبات لم أُعرها اهتماما بأنّ السلطات المحلّية لم تعد راضية عن الحصّة
اليومية التي كنت أُقدّم من خلالها شرح آيات قرآنية لأطفال كُتّاب بأحد المساجد.
ثمّ تحوّلت الشائعة حقيقة، إذ تمّ إبلاغي على مرأى من الأطفال عن طريق إمام المسجد
أنّ البوليس(م) يرفض توقيت الحصّة، ويُوافقه في ذلك المسؤول على الدّين
بالبلدة(ع.ر.ب). رفضتُ المُقترح وغادرتُ الكُتّاب وهجرتُ ذلك المسجد تحت عنوان لن
أدخل مسجدا يتولّى بوليس تحديد مواعيد الدروس فيه.
يتبع
بإذن الله/ والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 17 / 12 / 2011
مسؤولية
وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire