مقاربة
ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/4/ اضطرابات واضطرابات مضادّة
قلنا
في الجزء الثالث إنّ امتناع مترشّحي الكاباس دخول قاعات الامتحان والبلاغ الرسمي
المُذاع بقناة 7 قد ساهما في توسيع الاحتجاجات الشعبية خارج دائرة سيدي بوزيد.
فشهدت بعض معتمديات الولاية تحرّكات شعبية عفوية مساندة لأهالي سيدي بوزيد
المحاصرة.
وبدا
أداء النظام الرسمي مضطربا. ففي نفس الوقت الذي تمّ فيه إطلاق سراح جميع
المعتقلين، ووصول وزير التنمية الجويني سيدي بوزيد لطمأنة أهلها ببعث مشاريع
تنموية جديدة، كانت لا تزال المداهمات البوليسية متواصلة، والتعزيزات الأمنية
تتوافد على المنطقة، ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية تنعت المحتجّين بالشرذمة
الضالّة الملثّمة.
ولكنّ
الأطراف المضادّة للسلطة لم تكن أقلّ اضطرابا في تصرّفاتها: مناوشات هنا وهناك مع
رجال الأمن، محاولات انتحار جديدة في أكثر من جهة، مبادرات متفرّقة من نقابيين للوساطة
بين السلطة والأهالي، وقفات احتجاجية ببعض المقرّات الجهوية للاتّحاد العام
التونسي للشغل، تكوين لجان نقابية مساندة لأهالي سيدي بوزيد، تنزيل فيديوات الاحتجاجات
على الفايس بوك، تسارع قناة الجزيرة على التقاط ما تناثر من لقطات مصوّرة... حتى
كان المنعرج الحاسم يوم 24 ديسمبر 2010.
يوم سقوط محمد العماري أول شهيد –على ما نعتقد- بمنزل بوزيان/الشريط
المصاحب: http://www.youtube.com/watch?v=apvbgE0zOfg
وخروج أول مسيرة منظّمة للمحامين إلى الشارع في
القصرين تهتف: يا مواطن يا ضحية/ فِزْ فِزْ للقضية
يتبع
بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة
21 / 12 / 2011
مسؤولية
وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire