.
مقاربة
ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/12/
انهيار الإعلام والنظام الرسمييْن تحت
الصدمة
لازلنا
في الأسبوع الأوّل من سنة 2011: الاحتجاجات تتوسّع أفقيا على الأرض، أي في نقلة
كميّة لا نوعية. لقد أُصيب النظام الرسمي العالمي بالذهول لما يحدث فلازم الصمت، باستثناء ما أشرنا له سابقا من تعاطف الخارجية
الفرنسية مع ابن علي، واستشراف القذافي الكاريكاتوريّ لمستقبل الحركة الاحتجاجية.
أمّا
الإعلام: فالأجنبيّ منه فقد بدأ مع بداية جانفي في استرداد أنفاسه محاولا اللحاق
بقناة الجزيرة في التقاط ما تناثر من مقاطع فيديو على صفحات الفايس بوك، والتي
عرفت طفرة ملحوظة مع أوائل هذا الشهر.
وأمّا
الإعلام الداخلي –الحكومي وشبه الحكومي- فقد انحاز للسلطة بنفس الخطابات التي اجترّها
لعقود سابقة في وصف أحداث مشابهة (الفئة الضالّة والعصابات الملثّمة المأجورة في
مقابل ما يبذله سيادة الرئيس من عناية بضعفاء الحال واهتمام بالمناطق المحرومة).
وممّا
أذكره، تصريح عرّاف –الشارني- رأس تلك السنة على شاشة التلفاز بأنّ سنة 2011 ستكون
سنة اكتشاف لحقل نفطيّ هام في الداخل التونسي. وبعد 14 جانفي عاد إلى ذهني تكّهن
ذلك المنجّم. فاستغربتُ كيف تمكّن هذا العرّاف من رصد ما في باطن الأرض -وقد يحدث بعد أشهر و
قد لا يحدث- ولم تُسعفه طلاسمه في استشراف وقائع تحدث أمام عينيْه، ثمّ تظهر
نتائجها للجميع بعد أيّام قلائل.
------------------------------------
وأذكر
مقالا لمذيع قناة الجزيرة (كريشان) بالقدس العربي في 4 جانفي 2011 تحت عنوان [لا تكتب عن
تونس] هذا رابطه
http://penseesopinions.blogspot.com/2013/06/blog-post_18.html
ليردّ فيه على أحد رجال إعلام ابن علي (الجريدي) الذي لامه على مقاله قبل أسبوع واحد أي 28 ديسمبر 2010 بعنوان [درس لوران باكبو] وحرب ساحل العاج. المذيع الكاتب صبّ غضبه في مقال [لا تكتب عن تونس] على ناقده. تفهّمتُ شعور المراسل الحربي في ذلك الوقت، بل وتعاطفتُ معه. حتى وقع ما وقع وحلّ بيننا خبير الصحافة بعد الثورة لينقلب كالملايين العشرة من التونسيين إلى خبير في السياسة. وكنت نزلتُ أحد التعليقات على نفس صفحة فايس بوك للإذاعة الذي أجرت معه اللقاء
ليردّ فيه على أحد رجال إعلام ابن علي (الجريدي) الذي لامه على مقاله قبل أسبوع واحد أي 28 ديسمبر 2010 بعنوان [درس لوران باكبو] وحرب ساحل العاج. المذيع الكاتب صبّ غضبه في مقال [لا تكتب عن تونس] على ناقده. تفهّمتُ شعور المراسل الحربي في ذلك الوقت، بل وتعاطفتُ معه. حتى وقع ما وقع وحلّ بيننا خبير الصحافة بعد الثورة لينقلب كالملايين العشرة من التونسيين إلى خبير في السياسة. وكنت نزلتُ أحد التعليقات على نفس صفحة فايس بوك للإذاعة الذي أجرت معه اللقاء
وهذا مقتطع حرفي من التعليق
بتاريخ 15 أفريل 2011: [مرحبا بالثائر/ بعد أن
كتب (درس باغبو) سأله الصحفي المتحدث عنه (وماذا عن درس سيدي بوزيد؟) فأجابه في
القدس العربي 04/01/2011 بمقال تحت عنوان (لاتكتب
عن تونس) وهذا جزء منقول حرفيا للإعلامي الثائر:( لم تكن لي جرأة أن أتناول مقامات
سامية أو انحرافات سياسية جلية - وهذا من حقّي على أية حال كأي مواطن آخر ناهيك
عندما يكون صحافيا - بل اكتفيت بشيء واحد فقط لا غير هو الإعلام الذي من حقّي
البديهي جدا أن أخوض فيه، كما يخوض الطبيب في عالم الطب والمهندس المعماري في شكل
البنايات.) /انتهى كلام الرجل/ وهاهو الآن
كغيره ينقلب من مذيع إعلامي إلى ثائر سياسي...] وقد نعود لاحقا لشواهد إعلامية
أخرى
نذكر
أنّ الأسبوع الأول من السنة، وتحديدا يوم 5 جانفي 2011 تمّ الإعلان رسميّا على
وفاة محرّك تسونامي الثورات محمد البوعزيزي رحمه الله //الصورة المصاحبة
يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان
الدرويش
05
/ 01 / 2012
مسؤولية
وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire