مقاربة
ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/3/ انطلاق كرة النّار
الجمعة
17 ديسمبر 2010 كان يوما عاديا. ثمّ وعشية ذلك اليوم نشر موقع السبيل أونلاين خبرا
من بضعة أسطر بإمضاء {نقابي من سيدي بوزيد}. -والولوج لموقع السبيل أونلاين لا
يخلو من مخاطر، ولا يحصل إلاّ عن طريق البروكسي-. الخبر يتحدّث باقتضاب عن شخص
يُدعى محمد البوعزيزي، وهو بائع متجوّل، منعه عون تراتيب من الانتصاب بالشارع،
وقام بتعنيفه. وعندما رفضت الولاية شكواه أضرم في نفسه النار. على إثر الحادثة،
تجمّع عدد من المواطنين للاحتجاج أمام الولاية لعدّة ساعات.
لو
نُشر هذا الخبر لحظتها في موقع آخر لاُعتُبِر مفاجأة، ولتنبّأ الكثير بأنّ أمرا
هاما سيحدث. غير أنّ المُتابع لأخبار السبيل أون لاين وجد الخبر أقلّ من العاديّ
بالمقارنة لِما كان ينشره الموقع يوميا من أخبار عن احتجاجات عمالية مختلفة
ومداهمات بوليسية متعدّدة ومنع محجّبات من الدراسة وغيرها.
في
نفس اليوم، بدأت تتّضح بعض ملامح المشهد. إذ قام رجال من البوليس بالزيّ المدني
بالاعتداء على زهير مخلوف، صاحب فيديو تدنيس مسجد المركب الجامعي، الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=9RNiOlbBe9Y
كما
قام البوليس باحتجاز كاميرا مخلوف ومنعه من الالتحاق بسيدي بوزيد مسرح الاحتجاجات.
وهذه عملية استباقية قام بها البوليس ليمنع تكرار سيناريو الفاهم بوكدوس في أحداث
الحوض المنجمي –والمقيم لحظتها بأحد السجون-.
من
الغد بدأت تنتشر بعض الأخبار المتناقضة على الحالة الصحية للبوعزيزي، مع تسريبات
لفيديوات سيدي بوزيد بالفايس بوك المحجوب إلاّ عبر "هاش.ت.ت.ب.آس
وتواصلت
الاحتجاجات بضعة أيام أخرى على نفس الوتيرة تقريبا وسط تعتيم إعلامي كبير. وصار
المطلب الأساسي -إضافة لحقّ الجهة في التنمية- هو إطلاق سراح المعتقلين.
حتى
كان يوم 20 أو 21 ديسمبر يوم الكاباس. يومها رفض المترشحون للمناظرة بسيدي بوزيد
دخول القاعات لأكثر من ساعتيْن. فكانت العملية وسيلة جيّدة لانتشار الخبر في كامل
أرجاء البلاد. ووجد الإعلام الرسمي نفسه مُجبرا على إذاعة الخبر بالشريط المُصاحب:
http://www.youtube.com/watch?v=tijbGFTFGQo
يتبع
بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة
20 / 12 / 2011
مسؤولية
وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire