.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/7/ رهانات الأيام الأخيرة من شهر
ديسمبر
بإلقاء نظرة على المرآة العاكسة لأحداث الأيام
الأخيرة من سنة 2010 يتبيّن لنا اليوم أنّ الساحة كانت مُقسّمة بين طرفيْن اثنيْن
مُتصارعيْن تفصل بينهما جهات صامتة غير قليلة اختارت الحياد أو اُضطُرّت له:
1)
طرف أول هو الحاكم بأجهزته البوليسية وماكينة إعلامه
البنفسجية وأصدقائه المُقرّبين في الشمال والجنوب:
*وزيرة
الخارجية المتطوّعة لتقديم خبرة فرنسا الأمنية مساعدة لابن علي في إخماد
الانتفاضة.
*القذافي الفاتح ذراعيه لشباب تونس المعطّل مع عروض مغرية.
2)
وطرف ثان هو الشعب بفئاته في الجهات المحرومة
وقاعدته النقابية وبالخصوص رجال التعليم ومناضليه من المحامين، خصوصا الحقوقيين
منهم ومفكّريه المغمورين منهم فقط.
3)
أمّا منطقة عدم الانحياز فقد غصّت بالبقية، والبقية
هنا هي أغلبية كبيرة، وليست باقي عملية قسمة حسابية. ولعلّ أهمّ مكوّنات المنطقة الصامتة هذه
· في الخارج، النظام الرسمي وشبه الرسمي من حكومات
أجنبية ومنظمات مختلفة.
· وفي الداخل، بعض القيادات المركزية في الاتّحاد العام
التونسي للشغل(منظمة) وكلّ الأحزاب الموالية والمعارضة، سواء كانت كرتونية أو
حديدية – ما عدا(ب.د.ب) الذي اختار كعادته في مثل هذه
الحالة التحرّك تحت مظلّة الاتّحاد- / الطبقة المُرفّهة جدّا في كلّ الجهات والفئات
المحرومة جدّا كـ(bidonville)العاصمة
والمُتابع للأحداث في هذه الأيام الأخيرة من سنة
2010 يستنتج وكأنّ كلّ الأطراف الفاعلة والمُحايدة على حدّ السواء تُراهن على نفس
العامل، ألا وهو عامل الوقت. وكأنّ الكلّ ينتظر ما ستُفضي إليه تصرّفات الطرف
المُقابل.
فالطرفان، الحاكم والشعب كانا يتحرّكان في إطار عقد
بنوده ضمنية غير صريحة، ولكنّ كليهما يدرك حدود نفوذه. النظام يتحرّك
ولكن دون أن يرمي بكلّ أوراقه في سلّة واحدة. صحيح أنّ ابن علي جرّب الجزرة
(الجزء6) ولكنّه كذلك، لم يستعمل العصا حتى بالدرجة التي كان يستعملها من قبل، وفي
حالات دون مستوى الأحداث التي نحن بصددها.
والاحتجاجات الشعبية كانت سلمية جدا وتدور في إطار
ما كان يسمح به بوليس هذه المنطقة أو تلك. حتى أنّ المُراقب يستغرب أحيانا من
تحرّكات توافقية بين الطرفين المُتصارعيْن. وسنعود لهذه النقطة بالذات في أكثر من
موضع من خلال مواكبتنا لهذه الانتفاضة مقارنة بشبيهاتها كثورة الخميس الأسود 26
جانفي 1978 . صحيح أنّ التحرّكات الشعبية والشعارات المرفوعة عرفت خلال الأيام
الأخيرة من ديسمبر تصعيدا ملحوظا، لكنّ المُحتجّين كانوا على إدراك تام بالخط
الأحمر الغير مسموح بتجاوزه.
بقيت إشارة فقط على علاقة، هي تراجع النظام عن قرار
عدم السماح بعودة جثمان المناضل عزالدين القفصي إلى تونس، حيث تمّ مواراته الثرى
بمدينة بنزرت/الصورة المصاحبة، والشريط التالي:
حركة الزمن تتواصل في اتّجاه نهاية 2010، والتعبئة
متواصلة من الطرفيْن كذلك/ الشريط المصاحب:
يتبع بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 24 / 12 / 2011
مسؤولية
وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire