وعود "قيل إنّها رسمية" تُنهي الوقفة الاحتجاجية المطالبة بسراح الأطفال الموقوفين بالعالية
تجمّع اليوم بضع عشرات من المحتجّين أمام المعتمدية مطالبين بإطلاق سراح أطفال [حوكم ثلاثة تلاميذ منهم بأربعة أشهر سجنا]. تمّ إلقاء القبض على الأطفال بالعالية، البلدة التي لم تشهد خلال الأيام السابقة أعمال حرق ولا نهب، ولا حتى احتجاجات عنيفة أو سلمية
دامت الوقفة الاحتجاجية ساعة واحدة لم يتخللها تجاوز واحد -مادي أو معنوي-. أغلب الحاضرين كانوا من النساء والأطفال والشباب وبعض الكهول من الرجال لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين. أمّا من الجانب الرسمي فلم يحضر التجمّع سوى رئيس البلدية وأحد مساعديه. وغابت جميع المنظمات والأحزاب ماعدا حركة النهضة ممثلة في بعض مسؤوليها المحلّيين. وقد تبيّن لنا أن تواجد هؤلاء الحزبيين لم يكن مساندة للمحتجّين وإنّما لتلطيف الأجواء والتوسط بين ذوي المعتقلين ومعتمد الجهة، إذ لم يحضر غيرهم جلسة المفاوضات داخل مقرّ المعتمدية
بعدها خرج علينا أهل الموقوفين والوسطاء بخطاب تهدئة مفاده -والعهدة على هؤلاء- أنّ والي الجهة تعهّد بمطالبة الجهات المعنية بالتسريع في محاكمة المسجونين استئنافيا، ومتمنّيا لهم البراءة. انطلت الرواية على أغلب الحاضرين أو بدا لنا ذلك. فكيف يُمكن أن يرضى الخصمان ولا يرضى المساندون
تفرّق الجميع، وإن كنت أشكّ في مستقبل الأحداث. إذ كان بإمكان الجهة التي قيل إنّها صاحبة هذا الوعد الحصول على ثقة المحتجين لو سرّعت في إطلاق سراح مَن لم يصدر حكما في حقّه أو تمّت مقاضاته في حالة سراح
الحصيلة
غياب الأمن الرسمي، فهو لم يكن مُضطرّا لمواجهة المحتجين نظرا لسلمية الوقفة الاحتجاجية
غياب أعلى سلطة جهوية -صاحبة الوعد الفضفاض-، فضغط المُحتجين لم يكن بالقدر الكافي ليجعلها تصل إلى عين المكان وبوجه السرعة
غياب أعلى سلطة محلية، فقلّة عدد الحاضرين أمام المعتمدية جعلت صاحب المقرّ لا يُكلّف نفسه الخروج إليهم والاكتفاء بدعوة أهل الموقوفين والوسطاء لجلسة تفاوض داخل أسوار قلعته
عودة المحتجّين لمنازلهم فرحين مسرورين، مُحمّلين بوعد مطّاط قد يصدق
الاستنتاج
في واقعة سابقة كانت الحصيلة عكس ما ذكرناه سابقا، وتمّ إطلاق سراح الموقوف في سويعات قليلة. لماذا؟
لأنّ الظرف لم يكن نفس الظرف، والجمهور لم يكن نفس الجمهور -كمّا ونوعا-، والجهة المُساندة النافذة ٱصبحت في الضفّة الأخرى هذه المرّة
فليستخلص شبابنا العبرة
عليكم عدم الاستجابة لتحريضات هؤلاء واستفزازات أولئك
لأنّهم [ ما ياكلوش بعضهم ]
والسلام، عثمان الدرويش
23 / 01 / 2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.