خيانة
شعب -8
أما آن
لهذه الحكومة المُكابرة أن ترحل – ب
...
[حكومة شرعية]
أنتم تدّعون: أنّ هذه
الحكومة لا يُمكن إسقاطها، لأنّها حكومة شرعية، قانونية ومُنتخبَة.
ونحن نردّ: بأنّ الشرعية
نوعان: شرعية سماوية دائمة ثابتة، وشرعية أرضية وقتية ظرفية. وبما أنّ حكومتكم
أبعد ما يكون على الشريعة السماوية، فنتصوّر أنّكم تقصدون بالشرعيةِ الشرعيةَ
الأرضية المُتغيّرة.
[حكومة قانونية]
أنتم تدّعون: أنّ شرعية
حكومتكم هذه مستمدّة من المجلس التأسيسي المنبعث من الأمر الرئاسي الذي دعا فيه
فؤاد المبزع الشعب لانتخاب نوابه.
ونحن نردّ: بأنّ الأمر
الرئاسي المتحدّث عنه نصَّ كذلك على أن تكون مهمّة التأسيسي كتابة دستور جديد
للبلاد وفي بحر سنة واحدة. إضافة لذلك، فإنّ عدم اقتناعكم بالمساواة بين نائب
منتخب ببضعة مئات من الأصوات مع نائبكم الحاصل على عشرات الألاف من الأصوات، وتشكيكم
بمناسبة وبغير مناسبة في هذه الطريقة الظالمة لتوزيع مقاعد المجلس، يجعل قانون
انتخاب المجلس برمّته موضع تساؤل، وهذا التشكيك ينسحب آليّا على شرعية حكومتكم.
[حكومة مُنتخَبة]
أنتم تدّعون: مرّة بأنّ
حكومتكم منتخبة من الشعب، ومرّة أخرى بأنّها منتخبة من المجلس التأسيسي.
ونحن نردّ: الكلّ يعلم
أنّ الشعب لم يقم إلاّ بانتخاب أشخاص نكرة ضمن قائمات بكلّ ألوان الطيف لإنشاء
مجلس مُبهم. وهذا المجلس التأسيسي هو نفسه لم ينتخب الحكومة لا بالجملة ولا بالتفصيل.
بل إنّ المواطن العادي جدا –قبل أن يفتح قصر باردو بابه للتأسيسيّين- كان على
بيّنة من أسماء الأشخاص الذين سيتولون الرئاسات الثلاث.
بل أكثر من ذلك، فحتى أعضاء
أحزاب الترويكا الحاكمة لم يختاروا الرؤساء المُنصّبين على الجمهورية والحكومة
والمجلس التأسيسي.
فعمليّة تقاسم غنيمة القصور تمّت محاصصة: فكان قصر قرطاج من حظّ رئيس المؤتمر، وقصر بادو من نصيب رئيس
التكتل، أمّا قصر القصبة، والذي لم يكن بالإمكان إسناده لرئيس النهضة -لوعد سابق
قطعه على نفسه بعدم اعتلاء سدّة الحكم- فقد كان سهم الرجل الثاني في حزب النهضة بعد
تولّي هذا الأخير الأمانة العامة للحركة قبل مدّة قصيرة من موعد الانتخابات تحضيرا
له للرئاسة.
فعن أيّ انتخابات تتحدّثون؟
فحتى المجالس الفرجويّة التي تمّ أثناءها انتخاب الحائزين على مناصب
الرئاسات الثلاث كانت ذات طابع فولكلوري.
ونختم بإعادة جديدة لما
قاله إبراهيم طوقان أخو فدوى: في أيْدينا بقيّة من بلادٍ فاَستريحوا كي لا تضيع
البقيّة.
مع تحيات خواطر وآراء
10-10-2012
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire