.
كلمة استثنائية في يوم تكريم زملاء
بسم الله الرحمان الرحيم
بداية أريد أن أشكركم على هذه الدعوة اللطيفة. وأخصّ بالشكر الأسرة
التربوية بمدرسة الشابي بالعالية وعلى رأسها المديرة "مادام" سميرة
صاحبة المبادرات العجيبة والجريئة.
الطبيعي في مثل هذا الجمع الكريم أن أستحضر بعض الذكريات الجميلة –الجميلة،
بحلوها ومرّها- التي عشتها مع زملاء أفاضل وزميلات عزيزات، خصوصا مع المُحتفى
بهما. فـ "مادام" زينب امرأة فاضلة صاحبة مشاعر راقية وذات إحساس رفيع.
وسي سليمان ذلك الرجل الهادئ جدّا، قطعت معه ثلثيْ رحلتي المهنية، نصفها كان في
هذه المدرسة.
وقبل أن أنسى أرجو لهما من الله –ولكم جميعا- دوام الصحة والعافية.
اليوم، كنت على غير عادتي قد نويت أن أعرض على مسامعكم بعض ما عانيته في
الفترة الأخيرة من متاعب بسبب دفاعي المستميت على المعلم، المعلّم في المطلق. وما
لقيته من أذى من طرف بعض زملاء الأمس، الذين اختاروا اليوم القفز إلى الضفّة الأخرى،
ضفّة الحاكم الجديد للبلاد.
ولكنّني وبعد أن تفرّست في هذا الحضور الكريم وجدت عديد الوجوه النيّرة لا
تعرفني. ومن حقّها عليّ ألاّ أُثقل عليها بهكذا حديث. لذلك عدلت للتوّ عمّا كنت
أنوي عرضه.
وأختم بالقول مُلمّحا: أن يتمّ اليوم تكريم معلم، فهذا عمل محمود وفعل
جميل، ولكنّ الأجمل منه أن يتمّ التفكير في كيفية رد الاعتبار لهذا المعلّم قبل تكريمه. وأمّا عن نفسي، فأنا قادر وأعرف كيف أستردّ اعتباري.
وبارك الله فيكم.
--------------------
قمت بتنزيل النصّ الحرفي لكلمتي اليوم –قاطعا بذلك الهدنة التي فرضتها على
نفسي- حتى أرفع عناء النقل عن البعض.
والسلام، عثمان الدرويش
14 / 12 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire