مقاربة
ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/18/ كواليس أول أيام الحسم الخمسة
يبدو
أنّ كلّما اقتربت هذه المقاربة الذاتية المتواضعة من الزمن الحاضر كلّما ارتفعت
الحرارة في كواليس هذا الفضاء الافتراضي واشتدّ لهيبها على أرض الواقع. لذلك رأيت
التوقّف هنا في الـ18ـ عند بعض النقاط ولو بإشارات خاطفة.
بداية
هذه المقدّمة المنزّلة في 1 ودون تعقيب:[ هذه المقاربة هي وجهة نظر اعتمدت المعاينة الميدانية للفعل الثوري وبالتالي فهي لا تخلو من انطباعات ذاتية، ومواقف شخصية. غير أنّها ارتكزت على ميثاق شرف، هو إشهاد الله على صدق أحداثها.
هي لا تستجيب لشروط الدراسة العلمية ولا ترقى إلى درجة الوثيقة التاريخية وإنّما هي ومضات تكشف جوانب من المشهد الثوري بإنطاق الزوايا الصامتة فيه.
هي مساهمة سردية – معطياتها متناسقة أحيانا، متنافرة أحيانا أخرى- لضخّ رأس مال رمزيّ يُساعد على ترميم الذاكرة الجماعية من جهة، ويُخلّصها من هيمنة طرفيْن أساسيْن [أحدهما بسيط(ديني)، والثاني مركّب(عَلماني-عَولمي)] متصارعيْن لبناء ذاكرة مُسلّحة بإسمنت الإيديولوجيا. والله وليّ التوفيق ] أعتقد أنّ هذا التعريف قد تضمّن الإجابة على
بعض الأسئلة.
كـــ: هل أنت بصدد تدوين وثائق تاريخية أم تلميع
صورة الاتّحاد العام التونسي للشغل؟ لماذا أهملت أحداثا هامّة –حسب السائل طبعا-؟ لِمَ
كلّ هذا التركيز على دور الاتّحاد وهو لم يكن حاضنة للاحتجاجات في بداياتها،
وإنّما التحق بها مع بقية مكوّنات المجتمع المدني وفي الوقت نفسه، بل إنّ احتجاجات
المحامين قد سبقت تحرّك النقابيين؟
بقي
سؤالان اثنان يحتاجان مزيد التوضيح.
الأول:لماذا
جاءت (المينياتير) أي واجهة الفيديو المصاحب تحمل صورتك الشخصية؟
والثاني:لماذا
خصّصت حزب (ب.د.ب) بالإسم في أكثر من موضع دون أحزاب أخرى كانت ضمن المحتجّين في
ساحة محمد علي وداخل المقرّات الجهوية للاتّحاد؟
بداية،
أنا –بفعلي هذا- لم أكن أبحث عن منصب أو شهرة. ولم أسع في هذا المنهج من قبل، ولا
مستقبلا. ولم ولن أنخرط في أيّ عمل صلب هيكل حكومي أو غير حكومي، سياسي، حزبي أو
اجتماعي. كنت معلّما وسأبقى، قبلت منذ يومي الأول في المهنة أن يُقتطع من مرتبي أو
أدفع معلوميْ انخراطي في تعاونية التأمين للتعليم، والاتّحاد العام التونسي للشغل.
ثمّ انضاف لهما منذ عقد ونصف العقد الأخيرين معلوم انخراطي في الشعبة المهنية
للتجمّع.
وبالتالي
فأنا مستقلّ تماما، وسأبقى غير تابع لأيّة جهة. وإن كانت ميولاتي إسلامية-قومية.
أمّا
بخصوص التوجّهات المشاركة في فعاليات الاتّحاد. فلم يكن بارزا فيها إلاّ (ب.د.ب)
وقد عبرت عن ذلك سابقا بعبارة "زواج الـ(ب.د.ب) المعلن بالاتّحاد".
إضافة لذلك فإنّ لافتات الأحزاب والمنظّمات كانت غائبة تماما حتّى بعد 14 جانفي
2011. والصورة الوحيدة التي رأيتها هي صورة تشي جيفارا وقد رُفعت بعد أن أصبحت
المسيرات تجوب الشوارع.
ملاحظة:
اعتقدت أنّ الشعارات التي هتف بها المتظاهرون وكتبتها في الـ17ـ توحي بانتماءات أصحابها، وبالتالي فهي لا تحتاج
منّي مزيد التوضيح، فمثلا:
·
حريّات حريّات، لا رئاسة مدى الحياة = (ب.د.ب)
·
صف واحد في النضال، تلامذة وطلبة وعمال= اليسار الشيوعي
·
يا شهيد ارتاح ارتاح، شعبك ماض في الكفاح= القومي العربي
·
بالروح بالدم، نفديك يا شهيد= اليمين الإسلامي
يتبع
بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش
نسخة
10 / 01 / 2012
مسؤولية
وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire