Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 18 janvier 2023

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/29


مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/29

2011/01/20-19-18
بداية تجاذبات على أرضية زلاّقة 


ذكرنا في /28/ ما قام به الطرف، الذي قدّم نفسه كبديل حاكم: فؤاد المبزّع [ رئيس مجلس نواب ابن علي، ثمّ رئيس جمهورية الثورة ] ومحمد الغنوشي رئيس حكومة ابن علي، ثمّ رئيس حكومة الثورة ] مِن خطوات تجميليّة كـ: إقالة و/أو استقالة قيادات حزبية من التجمّع، وإطلاق سراح نحو ألفيْ سجين رأي، ودعوة المُهجّرين للعودة، وإشراك جانب من المعارضة الحزبية والنقابية في حكومة وحدة وطنية. وإضافة لكلّ ذلك، وتماشيا مع نفسية الشارع الثائر، كان الحاكم البديل يُعلن من حين لآخر عن إجراءات يتّخذها كـ: حجز ممتلكات أو تجميد أموال لابن علي وزوجته، أو وضع اليد على بعض البنوك والمؤسسات كانت على ملك المغضوب عليهم.

غير أنّ الانفلات الأمني الحاصل بسبب موجات الانتقام من البوليس بأنواعه خصوصا، أحبط مشروع الحكومة البديلة التي تصدّعت حتى قبل مباشرة أعمالها اليوم 18 جانفي 2011. حيث انسحب منها كل مصطفي بن جعفر (الصحة) وممثلو الاتّحاد العام التونسي للشغل الثلاثة، وزهير المظفر (من حكومة ابن علي). في حين اعتلى وزارة التعليم العالي أحمد إبراهيم، ووزارة التنمية أحمد نجيب الشابي.

أمّا فئة أخرى من الشعب والتي اعتبرت نفسها غير معنية لا بموجات الانتقام، ولا بتشكيلة الحكومة الجديدة، فقد كانت وجهتها إقصاء التجمّع من الحياة السياسية. حيث خرجت مسيرات في عدّة جهات (بنزرت يوم20، والعالية يوم21) تُنادي:[ آر.سي.دي ديقاج ].  سرعان ما انضمّت إليها أحزاب ومنظمات أدركت لتوّها، أنّ ركوب هذا الشعار يُوفّر لها حظوظ النجاح . وبالتالي خفّ الضغط على الحكومة البديلة، فلم تجد مشقّة في تعويض المنسحبين. وهدأت نسبيا موجات الانتقام من مناصري ابن علي. ولكنّ رجال الأمن عرفوا أنّ ذلك ليس سوى استراحة وقتية. فنظّموا صفوفهم وخرجوا في مسيرات في مناطق عديدة يُنادون:[ يا مواطن راني خوك، ابن علي هو عدوك  /و/  أبرياء أبرياء، من دماء الشهداء ] كان ذلك يوم 21 جانفي 2011// الصورة المصاحبة

طرف آخر كان مُحايدا نسبيا، أخذ نجمه يسطع في سماء الثورة، ألا وهو الجنرال رشيد عمار. فقد لعب الجيش في تلك الفترة دور صمّام أمان، حسب مراقبين. فمثلا، وفي الباب الذي نحن بصدده, عندما تجمّع المتظاهرون الخميس 20 جانفي 2011 أمام المقرّ الرئيسي للتجمّع بالعاصمة مُصرّين على إسقاط التجمّع، منعهم الجيش من اقتحام البناية. ولكن إرضاء للجمهور الغاضب، قام أفراد من الجيش بصعود سطح البناية ونزع اللافتة العليا من واجهة المقرّ// الشريط المصاحب
فهذا الموقف ومواقف أخرى، جعل الجيش ينتزع ثقة واحترام الأطراف المتنازعة. غير أن ّ ذلك كان مقابل ضريبة دفعها الجيش في أكثر من مناسبة. فقبْل يومين فقط من هذه الحادثة، سقط في مدينة بنزرت ثلاثة شهداء من الجيش في تبادل لإطلاق النار مع مَن أُطلق عليهم وقتها "القنّاصة".

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش    
نسخة 18 / 01 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire