.
مقاربة
ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/32/ حاشية
فصل
ملحق بالمشهد الثوري المحلّي
هذا
الفصل لم يجلب انتباهي السنة الفارطة (2012) عند كتابة هذه المقاربة الذاتيّة. ولكنّ
تطوّرات الأحداث بعدها جعلتني أتوقّف اليوم عنده.
كانت
عديد المقرّات العامّة والخاصّة في البلدة قد احترقت ونُهبت يوميْ 12 و13 جانفي
2011 كما بيّنّا سابقا. ونحن في الأسبوع الأخير من شهر جانفي 2011 بلغني أنّ
عرّابَيْ سلطة ابن علي في العالية قد حدّدا موعدا للاجتماع بالسكّان لتدارس الوضع
والبحث عن آليات لترميم البنايات المُتضرّرة. والرجلان من أذرع ابن علي: أحدهما في
الدين وثانيهما في السياسة. وفي الموعد المُحدّد قصدتُ الجامع المركزي مُتوكّئا
على عصاي. وإذا بـ"الفقيه المُصلح" يُعلن العموم أنّ الظرف غير مناسب لمثل هذا
الاجتماع، ولذلك تمّ إلغاؤه.
ولكنّ
المفاجأة كانت في الغد. فبعد صلاة المغرب جاءني صديق وأعلمني بأنّ الجماعة قد
اختلت في مقصورة الإمام لاجتماع مُضيّق. أسرعتُ نحوهم واقتحمتُ عليهم خلوتهم.
ومباشرة دخلتُ في الموضوع وطلبتُ من الحاضرين أن أكون عضوا في اللجنة المُراد تجديدها
أو إحداثها. وعوض أن يكون الردّ على مطلبي بالقبول أو الرفض، انتفض الحاضرون
مُقاطعين الجلسة. بعد أن اعتذر كلّ واحد بسبب من الأسباب الصحيّة أو العائلية.
وكان أوّل المُغادرين إمام الجامع، وهو نفسه رئيس اللجنة أو الجمعية بعد أن أوكل
المهمّة لشاب من الثلاثة المُتبقّين. دامت الجلسة ساعة ونصف الساعة، أقنعني في
نهايتها مُحاوري بالتخّلي عن مطلبي، تقديما لمصلحة البلدة، وكان ذلك فعلا.
ولكن
بمرور الزمن، اتّضح لي اليوم –والله أعلم- أنّ الجماعة رفضتني وقتها لا خوفا من
اصطدامي بشيخيْ الدين والسياسة، الأمر الذي سيضرّ بمصالح البلدة المزمع إنجازها
حسب زعمهم، ولكن خوفا على أنفسهم. فقد اعتقدوا خاطئين أنّي جئتُ لأزاحمهم المناصب.
واستنتاجي هذا -والذي جعلني اليوم أُقحم هذا الفصل ضمن مقاربتي- بُنيَ على تطورات
الأحداث المُوالية. فكلّ الحاضرين يومها في المقصورة قد أصبحوا أئمة منابر أو
محاريب. وإذا ما اُضطرّوا للإضافة جاء التطعيم من عائلاتهم الدمويّة أو الحزبيّة. أمّا
الإمام الزعيم المُتحدّث عنه فلم يعمّر طويلا، لقد أصابته منهم لعنة (ديقاج).
فقط،
أريد أن أهمس في أذن أصحاب المقصورة أنّ المناصب التي يتهافتون عليها اليوم، قد
عُرضت عليّ قبل الثورة وبُعيْدها، ولكنّي رفضتُها. وقد تطرّقتُ لهذه المسألة أكثر
من مرّة سابقا، فليطمئنّ الجميع.
يتبع
بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش
نسخة
21 / 01 / 2013
مسؤولية
وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire