.
مقاربة
ذاتية للمشهد الثوري الحديث بتونس/31
14--->21/01/2011
بصمات
الثورة بعد أسبوع واحد -محلّيا
عنوان
هذا الأسبوع هو الفوضى الشاملة: تهافت على المواد الاستهلاكية، عمليات انتقام من
بوليس ابن علي العلنيّ والسرّي، بناءات فوضوية //الصورة المصاحبة، تسريب وثائق أو
ما أُطلق عليه اسم عملية تونيليكس، صلاة جماعية في الطريق العام//الشريط المصاحب
وهو من خارج البلدة
أي
إجمالا هو تمرّد شرائح مُختلفة من الشعب على "الحاكم" بسبب وبدونه.
ومع
اقتراب أول صلاة جمعة بعد رحيل ابن علي، كان الأئمة هم أول من حلّت بهم لعنة
(ديقاج). لكنّها (ديقاج) حسب الطريقة الشرعية. حيث يقف إمام الثورة إلى جوار إمام
السلطة، ويستشير المصلّين فيمن يختارون خطيبا للجمعة. ثمّ يتمّ تنفيذ قرار الجماعة.
وكان
من الطبيعي بعد احتكار النظام للشأن الديني –بل وتوظيفه لصالحه- أن يظهر في
المجتمع عديد الوعاظ والفقهاء والدعاة. وقد قُدّم لي عرْضٌ من طرف بعض الشباب لتولّي
إمامة مسجد، ماطل ابن علي في الترخيص بفتحه، رغم جهازيته.
رفضتُ
الطلب لأسباب منها:
1- أنّي
لم أُفكّر يوما في تحمّل مثل هذه المسؤولية. وقد طُرِح عليّ نفس العرض قبل الثورة،
ورفضته متعلّلا بحجج عديدة. حتّى أنّ أحد العارضين وقتها، قال لي: [أنا أضمن لك
"المنصب". فقط، عليك حلق لحيتك، وإمضاء مطلب للترشّح].
2- فتح
مسجد جديد ليس بالقضية المستعجلة، وخصوصا في هذا الظرف. ومن رأيي، أن يكون التمرّد
على الحاكم انتقائيا، لا آليا. كأن يتمّ خلع إمام واحد/ طرد موظف سام أو اثنين أو
حتّى ثلاثة/ افتكاك سلطة أو حقّ من وزارة أو اثنتيْن. ومن غير المعقول أن يأتي
الزحف على الأخضر واليابس...
وبعد
مدّة سمعتُ أنّ المسجد تمّ تدشينه. ومن الفوارق الحاصلة أنّ البعض من هؤلاء فقط
ظلّ يُجاملني بِـ [تحية الإسلام]. وقد كان أغلبهم وإلى وقت قصير من
"مُريديّ" المطواعين.
أمّا وقد حصلت "ثورة"، فقد انقلبت أوضاع كثيرة. ففي تلك المدّة، وخلال توسّطي في إنشاء حلقة إملاء للإناث، وصل الأمر بأحد الشبان اليانعين أن وجّه لي الكلام قائلا: [ يزّي بلا قلّة حياء ] –أعزّ الله الجميع- فهو الشاب المحافظ وأنا العجوز المتحرّر. وتمضي الأيام، وتتواصل الفوضى.
أمّا وقد حصلت "ثورة"، فقد انقلبت أوضاع كثيرة. ففي تلك المدّة، وخلال توسّطي في إنشاء حلقة إملاء للإناث، وصل الأمر بأحد الشبان اليانعين أن وجّه لي الكلام قائلا: [ يزّي بلا قلّة حياء ] –أعزّ الله الجميع- فهو الشاب المحافظ وأنا العجوز المتحرّر. وتمضي الأيام، وتتواصل الفوضى.
يتبع
بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش
نسخة
20 / 01 / 2012
مسؤولية
وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire