.
في
تحصين الأسرة -31/23
الحاشية 20: حديث في الهوية
إنّ الانسلاخ عن الهوية لا يكون إلاّ مُجزّأً وعلى مراحل، كسلخ الشاة تماما. مع الفارق أنّ الشاة يقوم بسلخها جزّار، والإنسان ينسلخ من آيات الله –من هويته- باختياره وبمحض إرادته، ينسلخ عن الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. فتراه يلهث بكل الأساليب والطرق وراء الشهوات حتى يسقط في وحلها ويُصبح لقمة سائغة للشيطان.
وَلِنَتَدبّر الآيات الكريمة من175إلى177 سورة الأعراف :
[ وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ
الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ، سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا
وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ]
فلنتأمّل في علمانية مصطفى كمال آتاتورك كمثال للانسلاخ عن الهوية. آتاتورك (أي أبو الأتراك كما يُدعى زورا) بدأ مصطفى كمال مشروعه الحداثي باستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية لكتابة اللغة التركية سنة 1928، ثمّ تغيير العطلة من الجمعة إلى الأحد ثمّ، ثمّ...
وختاما الحذر كلّ الحذر، فإنّ
الانسلاخ عن الهوية لا يكون إلاّ مُجزّأً وعلى مراحل، كسلخ الشاة تماما.
والله أعلم، عثمان الدرويش
07 / 11 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.