Pages

Nombre total de pages vues

vendredi 19 février 2021

في تحصين الأسرة -31/19 في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع

.
في تحصين الأسرة -31/19
الحاشية 16: في العلاقة العُضوية بين العائلة في اللغة والأسرة في المجتمع
مقال منشور بتاريخ 03 / 05 / 2005 ردّا على المفكّر العربي محمد عابد الجابري(المتوفى 3 ماي 2010) 

طُرش في زفّة العولمة: محمد عابد الجابري نموذجا 


                         لقد اصطفّ العالم بمعظمه لردّ إرهاب أفراد أو جماعات و لكنَّنا لا نكاد نجد من يصدّ عالَما يُرهبنا بـ"عولمته". بل إنّنا نرى بعضا – من المحسوبين علينا – قد سخّروا أنفسهم لخدمة هذه "العولمة", وذلك بضرب هويّتنا حتى تحصل الهزيمة النفسية وهي المدخل الرئيسيّ و الضروريّ للـ"عولمة". لذلك عمد محمد عابد الجابري مباشرة إلى استعمال اللغة باعتبارها أداة تواصل، في قضية رمزية لضرب عصب الأمّة.

                   وللاستدلال على أنّ الجابري ظلّ وفيا لخطه المهدّم لماضينا، الساخر من حاضرنا، المشوّه لمستقبلنا، نطرح على محكّ الدرس نقطتين فقط من مقاله الموسوم بـ" التجديد في اللغة: المستعمَل و المهمَل " المنشور بموقعه على شبكة المعلومات والصادر كذلك بركن وجهات نظر بصحيفة الاتحاد الإماراتية، هذا الأسبوع.
ففي الوقت الّذي تحاول فيه "العولمة" التركيز على أدقّ الخصوصيات و الحقوق الفردية للشواذّ و الأقليات... وغيرها، نجد الجابري يطمس كلّ خصوصيات اللغة العربية فيمسخها حتّى يسهل جرفنا نحو القطب الأوحد. وسعيا منه إلى إكساب أطروحته هذه الشرعية يبدأ صاحب المقال بعرض منهجية الخليل بن أحمد في تأليف "كتاب العين" وماعمد إليه الفراهيدي من إسقاط المهمل من قاموسه والاقتصار على المستعمل.

·        النقطة الأولى في المقال و هي تهتمّ بالمضمون، يرى من خلالها الجابري أنّ:      "القاموس المعاصر يجب أن يضم ما هو مستعمل الآن من الكلمات والمصطلحات والمفاهيم المولدة أو المعربة أو المترجمة. ولا بد أن نضيف إلى ذلك كله عددا كبيرا من الكلمات العامية المستعملة بكثرة والتي اتخذت قالبا عربيا أو معربا تقبله الأذن العربية."
·        أمّا النقطة الثانية فهي تُعنَى بالشكل و كيفية ترتيب القاموس العربي المعاصر المطلوب، إذ يقول الجابري: "إنّ اعتماد الحرف الأول من أصل الكلمة في ترتيب المعجم يتطلب المعرفة الدقيقة بالقواعد الصرفية، وهذا ما ليس في مستطاع الطفل ولا الأجنبي ولا حتى المثقف العادي... وإذاً فالأنسب فيما نرى هو اعتماد الحرف الأول كيفما كان، أصليا أو زائدا، مع إسقاط الـ التعريف."
      
                   وهكذا يستبين أنّ صاحب " العقل الأخلاقي العربي" لم يشذّ عن فكره الأصولي حيث يبادر بعرض مضمون قد يبدو "منطقيا" حتى إذا ما تقبَّله الآخر كبّله الجابري بالشكل ليجد المتقبّل نفسه محصورا داخل إطار ليبرالي مغرض. فالخبير في علم الألسنية والمروّج للشكلانية والبنيوية يدرك مدى ارتكاز المجتمع العربي على روابط الأسرة والنسب، وإذ يهدم الجذر في اللغة بوصفها أصلا تتفرّع عنه مشتقات، يسهل عليه بعد ذلك زرع ما شاء من مفردات مستهجنة. وجَعْلُ اللقيط والشّاذ أمرا طبيعيا، "مهضوما". والتدّخل الأجنبي إصلاحا وتعدد الجنسيات إثراء و"العولمة" شراكة. فيحرّر بذلك المعجمَ العربيَ من نقل عالم الأعرابي, "وهو عالم البداوة والتكرار والرتابة" حسب تعبير الجابري في نفس المقال.

 فالطرح استراتيجي خطير يروم تهيئة أرضية يَستنبِتُ فيها "وحيد القرن", حسب ما يخدم مصلحته, مناهجَه الاقتصادية والاجتماعية. وتكون الأمّة قد تحوّلت إلى أجزاء متناثرة منجذبة نحو المركز في تبعيّة تامة. فما صاحب الطرح سوى كاسحة ألغام أمام جند "العولمة" المشبوهة. وإذا كان لابدّ لنا أن ندفع "فاتورة" العولمة فليس من العدل أن يخصم الجابري حصّته من رصيدنا اللغوي- الثقافي.
                            
                    ولئن كانت الأمّة ترفض عولمة الإرهاب سواء كان مصدره شرقا أم غربا, فإنّها ترفض وبنفس الدّرجة إرهاب العولمة سواء كان منبعه يمينا متطرّفا أم يسارا حاقدا . فهل أصبح قدَرُ الأمة أن يجرفها هذا التيّار أو ذاك أو كلاهما معا؟ 
                                                                                                                           
رابط مقال الجابري: http://www.aljabriabed.net/tajdid3.htm                   

والسلام، عثمان الدرويش
20 / 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire