.
"صورة الوطن" عندما يتشظّى المشهد السّياسي
تعليق صديق على مقال سابق [صورة الوطن] والمنزّل أسفله
وهذا نصّ التعليق:
...إذ أنّ "ثقافة الصّورة" في عصرنا قد غلبت "ثقافة الكلمة" في شتّى أصناف الخطاب وخاصّة منها السّياسي ولا يسمح المجال هنا للخوض في أسباب هذه الظّاهرة الأسلوبيّة ونكتفي بالإشارة إلى ثراء الصّورة بالمثيرات الدّلاليّة مقارنة بالمقروء خاصّة ...
"صورة الوطن"؟ عندما يتشظّى المشهد السّياسي يهدّد تماسك المجتمع حتّى لا يعودَ باستطاعة أحد من أبناء هذا الوطن الوقوف على أيّ مشترك يجمعه ببقيّة مواطنيه ... عندها لا يهمّ مدى انحسار دائرة الفعل والإنجاز، بل ينبغي دقّ ناقوس الخطر الدّاهم، خطر الوقوع في قبضة ديكتاتوريّة جديدة بدأت تحاصر الحقّ بالقانون و تبني نصوصا تتمترس خلفها لعقود قادمة ... فالنّصوص القانونيّة كانت أقوى أسلحة الاستبداد.
القانون لا يحفظ الحقّ دائما./.
وهنا أشير إلى أنّ ما أثارني في عبارة "صورة الوطن" بالضّبط هو أنّنا لو نعد نرى صورة واحدة بل شظايا هي أشبه بقطعٍ من مرايا قد تكسّرت/كُسّرت .. حتّى صارت "الصّورة" مُسوخًا لا تكادُ تُبين عن ملْمَحٍ واحدٍ ذي معنى أو دلالة .......أليس هذا ما أثمره الغزو الأمريكي للعراق؟
تحوّل النّسيج الاجتماعي هناك إلى ما نشهده من تصدّع طائفي هو أبعد ما يكون عن مناخ تُبنى فيه ديمقراطيّة حقيقيّة؟ أليس هذا ما يجب أن نخافه نحن على وطننا -رغم الاختلاف في الصّورة الإثنيّة بين تونس و العراق- من مآل لهذه الصّراعات والتّجاذبات التّي تشهدها السّاحتان السّياسيّة والاجتماعيّة في البلاد./. انتهى
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire