.
في تحصين الأسرة -31/4
حاشية 1: العُري الأخلاقي في تلفزيون ما بعد الثورة
حاشية 1: العُري الأخلاقي في تلفزيون ما بعد الثورة
كنّا قد أبرزنا خلال هذا المقال المطوّل
أنّ كلّ ثورة أو انتفاضة لابدّ وأن تُحدث في الدولة والمجتمع نقلة نوعية في الفكر
والقيم. غير أنّ المتابع لمجريات الأحداث –ما بعد 14 جانفي 2011- لم يلحظ تغييرا
إيجابيا في البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولشرح وجهة نظرنا طرحنا
نموذج تلفزيون الواقع على محكّ الدرس. وخلصنا إلى:
·
أنّ
برنامج "شريك العمر" على القناة الوطنية الرسمية أشدّ خطرا على الأسرة
من برامج مشابهة له وتتبنّى نفس المشروع مثل "المسامح الكريم"
و"عندي ما نقولك".
·
وأنّ
برنامج "شريك العمر" مستنسخ من برنامج قديم "المُحبّون" كان
يُبثّ على القناة الفرنسية 2.
ويبدو أنّ هذه الخلاصة لم ترُق لأحد
أصدقائي باعتبار أنّ البرامج المذكورة أعلاه أصبحت تستضيف الرجل المُلتحي والمرأة
المُحجّبة، بل وحتّى المُنقّبة. وهو أمر اعتبره صديقي تغييرا إيجابيّا.
وعليه وجدنا أنفسنا مُلزمين بالتوضيح
التالي:
يقول الله تعالى في الأية 25 من سورة
الأعراف: [ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ
وَرِيشاً وَلِبَاس التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ
لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ] فاللباس هو ضروريّ
والريش هو من الكماليات والزينة، ولباس التقوى هو الأفضل لاحتوائه اللباس الضروري
والزينة الكمالية. فإذا كان اللباس بمفهوميْه المادي والمعنوي هو امتثال لأمر الله
تعالى، فإنّ العري هو رمز للتمرّد على الخالق. والعري الذي نعنيه هنا –وفي برامج
ما بعد الثورة المذكورة أعلاه- هو العري الأخلاقي.
ولمزيد التوضيح، هذا مثال آخر في اتّجاه معاكس عن المرحوم عبد الوهاب
المسيري من
حوار أجراه معه حسام تمام في 15/01/2006:
كنتُ مرّة أجلس أمام التليفزيون مع بعض الإخوة
الإسلاميين الذين أقاموا في الغرب ما يزيد عن عشرين عاما، وبدأ برنامج المصارعة
الحرّة وسألتهم سؤالا افتراضيا عمّا إذا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذه
المصارعة فكيف سيكون موقفه؟
فإذا بهم يقولون إنّه بالتأكيد لن يُوافق عليها. وحينما طلبت منهم تفسيرا، قالوا لأنّ المُصارعين لا يرتدون لباسا شرعيا..!!
إنّهم لم يُدركوا المشكلة الكبرى، لقد أدركوا الاختراق الأخلاقي السطحي فقط، أمّا الاختراق العميق المُتعلّق بفلسفة هذه المصارعة غير الإنسانية فلم يدركوه.
فإذا بهم يقولون إنّه بالتأكيد لن يُوافق عليها. وحينما طلبت منهم تفسيرا، قالوا لأنّ المُصارعين لا يرتدون لباسا شرعيا..!!
إنّهم لم يُدركوا المشكلة الكبرى، لقد أدركوا الاختراق الأخلاقي السطحي فقط، أمّا الاختراق العميق المُتعلّق بفلسفة هذه المصارعة غير الإنسانية فلم يدركوه.
والله أعلم،
عثمان الدرويش
06
/ 06 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة
لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire