Pages

Nombre total de pages vues

vendredi 23 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/8


مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/8/ تصعيد على نار هادئة

سنة 2010 توشك على النهاية، الرؤية مُنعدمة والمستقبل ضبابيّ. صحيح، أنّ احتجاجات ديسمبر قد حقّقت نتائج إيجابية على الأرض. أربكت النظام، أجبرته مرارا على تقديم تنازلات. إذْ لم يكن أحد يتوقّع أن يتمّ الإفراج عن كلّ المعتقلين بهذه البساطة، وأن تقع تحويرات هامّة في الحكومة، والشروع الفعلي في البحث عن طرق توفير مواطن شغل ومزيد العناية بالمناطق المحرومة.
ولكنّ السؤال الرئيس، كان وماذا بعد؟ فالنظام لا يحظى بثقة المحتجّين، والجنرال ابن علي لن يترك الأمر يمرّ بسلام. وكان الرأي السائد بين المُحتجّين هو أنّ ابن علي انحنى للعاصفة كسبا للوقت فقط، وسيعود للانتقام متى عاد الهدوء.  ولا سبيل إلاّ الاستمرار في مناوشته حتى انتهاء العطلة وعودة التلاميذ والطلبة. ساعتها ستتوسّع رقعة الاضطرابات ويصعب عليه الانتقام من المُنتفضين.

تواصلت في هذه الساعات الأخيرة من سنة 2010 الاحتجاجات وتوسّعت لتشمل بلدة كالعالية مثلا. فقد قام مجهولون بها بحرق لافتة كانت مرفوعة أمام مركز البريد في الطريق الرئيسية. وربما لم يسمع الكثير بالحادثة لأنّ عمّال التنظيف قاموا في صباح الغد بتنظيف المكان. غير أنّ أثار الحرق لم تُطمس إلى اليوم. ولا تزال الملامح مرئيّة على طرف الحائط الخارجي من جهة دار الثقافة، على ارتفاع أقلّ من نصف متر. وقد قمتُ –لاحقا- في مناسبات مختلفة بكشفها لثلاثة أصدقاء على الأقل.

أمّا على المستوى الوطني فقد التأم مجلس النواب في جلسة خاصة –برئاسة فؤاد المبزّع، المبزّع هو الذي تولّى رئاسة الجمهورية بعد فرار ابن علي-. لم يجتمع مجلس الشعب للبحث عن سُبل الخروج من الأزمة بل للتنديد بقناة الجزيرة الفضائية وطريقة تغطيتها للأحداث الجارية. وطبعا من الغد أصدرت الأحزاب المعارضة –الكرتونية منها فقط- بيانات تدين فيها الإعلام "الإجرامي" للجزيرة.

أمّا ميدانيّا فقد تواصلت في المقرّ الجهوي للاتّحاد الوقفات الاحتجاجية –الشبه يومية- لعشرات المتطوّعين داخله. وحتى اليوم الأخير من سنة 2010 لم يتزايد عدد المحتجّين داخله و/أو أمامه، ولم تتمكّن وقفات المساندة للمناطق المحرومة من التحوّل إلى مسيرات أو مظاهرات. غير أنّ هتافات المحتجّين في الأيّام الأخيرة من السنة شهدت نقلة نوعية. 
فبعد أن كانت:

·        من بنزرت لبن قردان شعب تونس لا يُهان/ صارت: ابن علي يا جبان شعب تونس لا يُهان
·        ومن: رفع الحصار واجب، حقّ التظاهر واجب/ إلى: حريات حريات، لا رئاسة مدى الحياة
·        ومن: شغل حرية، كرامة وطنية/ إلى: عدالة حرية، من غير طرابلسية
·        ومن: التشغيل استحقاق، يا عصابة السّراق/ إلى: يا بوليس فيق فيق، ويني فلوس الصناديق
·        وردّا على تنديد مجلس النواب بالجزيرة، كان الشعار: الإعلام حرّ حرّ، والجزيرة هي الكلّ// وكنتُ أوّل من هتف بهذا الشعار.
·        شعار آخر: يا شهيد ارتاح ارتاح، شعبك ماض في الكفاح

·        وأخيرا، من: عاش الاتّحاد، عاش عاش/ إلى: عار عار عــالاتّحاد، وينو الموقف يا جراد
وسنعود لهذا الشعار بالذات في حديثنا: ليلة الفصل بين سنتيْن

يتبع بإذن الله...والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 28 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

jeudi 22 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/7

.
 مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/7/ رهانات الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر


بإلقاء نظرة على المرآة العاكسة لأحداث الأيام الأخيرة من سنة 2010 يتبيّن لنا اليوم أنّ الساحة كانت مُقسّمة بين طرفيْن اثنيْن مُتصارعيْن تفصل بينهما جهات صامتة غير قليلة اختارت الحياد أو اُضطُرّت له:

1)            طرف أول هو الحاكم بأجهزته البوليسية وماكينة إعلامه البنفسجية وأصدقائه المُقرّبين في الشمال والجنوب:
*وزيرة الخارجية المتطوّعة لتقديم خبرة فرنسا الأمنية مساعدة لابن علي في إخماد الانتفاضة.
*القذافي الفاتح ذراعيه لشباب تونس المعطّل مع عروض مغرية.
2)            وطرف ثان هو الشعب بفئاته في الجهات المحرومة وقاعدته النقابية وبالخصوص رجال التعليم ومناضليه من المحامين، خصوصا الحقوقيين منهم ومفكّريه المغمورين منهم فقط.
3)            أمّا منطقة عدم الانحياز فقد غصّت بالبقية، والبقية هنا هي أغلبية كبيرة، وليست باقي عملية قسمة حسابية. ولعلّ أهمّ مكوّنات المنطقة الصامتة هذه
·        في الخارج، النظام الرسمي وشبه الرسمي من حكومات أجنبية ومنظمات مختلفة.

·        وفي الداخل، بعض القيادات المركزية في الاتّحاد العام التونسي للشغل(منظمة) وكلّ الأحزاب الموالية والمعارضة، سواء كانت كرتونية أو حديدية – ما عدا(ب.د.ب) الذي اختار كعادته في مثل هذه الحالة التحرّك تحت مظلّة الاتّحاد- / الطبقة المُرفّهة جدّا في كلّ الجهات والفئات المحرومة جدّا كـ(bidonville)العاصمة

والمُتابع للأحداث في هذه الأيام الأخيرة من سنة 2010 يستنتج وكأنّ كلّ الأطراف الفاعلة والمُحايدة على حدّ السواء تُراهن على نفس العامل، ألا وهو عامل الوقت. وكأنّ الكلّ ينتظر ما ستُفضي إليه تصرّفات الطرف المُقابل.

فالطرفان، الحاكم والشعب كانا يتحرّكان في إطار عقد بنوده ضمنية غير صريحة، ولكنّ كليهما يدرك حدود نفوذه.   النظام يتحرّك ولكن دون أن يرمي بكلّ أوراقه في سلّة واحدة. صحيح أنّ ابن علي جرّب الجزرة (الجزء6) ولكنّه كذلك، لم يستعمل العصا حتى بالدرجة التي كان يستعملها من قبل، وفي حالات دون مستوى الأحداث التي نحن بصددها.

والاحتجاجات الشعبية كانت سلمية جدا وتدور في إطار ما كان يسمح به بوليس هذه المنطقة أو تلك. حتى أنّ المُراقب يستغرب أحيانا من تحرّكات توافقية بين الطرفين المُتصارعيْن. وسنعود لهذه النقطة بالذات في أكثر من موضع من خلال مواكبتنا لهذه الانتفاضة مقارنة بشبيهاتها كثورة الخميس الأسود 26 جانفي 1978 . صحيح أنّ التحرّكات الشعبية والشعارات المرفوعة عرفت خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر تصعيدا ملحوظا، لكنّ المُحتجّين كانوا على إدراك تام بالخط الأحمر الغير مسموح بتجاوزه.

بقيت إشارة فقط على علاقة، هي تراجع النظام عن قرار عدم السماح بعودة جثمان المناضل عزالدين القفصي إلى تونس، حيث تمّ مواراته الثرى بمدينة بنزرت/الصورة المصاحبة، والشريط التالي:
حركة الزمن تتواصل في اتّجاه نهاية 2010، والتعبئة متواصلة من الطرفيْن كذلك/ الشريط المصاحب:
يتبع بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش

نسخة 24 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

mercredi 21 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/6


مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/6
معادلة: عصا وجزرة الحاكم ضدّ جسد وقلم الشعب

بدأ مشهد الصراع يتشكّل منذ صباح يوم 28 ديسمبر 2010 : حيث قام ابن علي يومها بزيارة كشّاف الثورة التونسية محمد البوعزيزي بمستشفى الحروق ببن عروس، ثم استقبل عائلة البوعزيزي في قصر قرطاج، ليُنهِيَ يومه بخطاب هو الأول حول الأحداث الجارية. ورغم لهجته الصارمة ولغة التهديد بمعاقبة المشاغبين، فقد كان يحمل جزرة التشغيل لِـ(300 ألف عاطل) وزيادة الاعتمادات المخصّصة للجهة ووو... ثمّ قام في اليوم الموالي بتحويرات وزارية وأخرى في سلك الولاة.

لقد كنّا نستمع لهذا الخطاب –ثمّ للخطابيْن المواليْن- ونُتابع بعدها تحليلات المُطبّلين على شاشات التلفزة وأيدينا على قلوبنا. فعلا، فكلّ ما نسمعه هو مُطمئِن، بل ومُغرٍ. ويزداد خوفنا ونحن نرى بعض صفحات الفايس بوك تزفّ البشرى بما حقّقه الشعب من مكاسب كتوفير مواطن شغل أو رفع الحجب عن اليوتوب والإطاحة بِـ"عمار404" ثمّ نبيت على تلك الحالة لنستيقظ بعد سكر الأحلام الوردية على واقع مغاير.   

وبتقدّم ساعات الصباح شيئا فشيئا نحمد الله على أنّ ما كنّا نشاهده ليلا، في العالم الافتراضي وعلى قناة 7 الفضائية، لا ينسجم مع مُجريات الأحداث على أرض الواقع. إذ كانت الحالة ميدانيا تزداد سوءا –لا في كلّ يوم، بل في كلّ ساعة- وعوض أن يكون القانون هو الفيصل كما جاء في خطاب الرئيس كانت المعالجة البوليسية القمعية سيّدة الموقف. ويقبل الشعب التحدّي من جديد بجسد عار وصورة مُهرّبة وقلم مهاجر.

فهذه الأيام القلائل التي سبقت رأس السنة الهجرية عرفت طفرة في تنزيل مواد متنوّعة لِـ(مصادمات البوليس مع المحتجّين –وخاصّة منهم المحامين-/ أغان الراب/ قصائد شعرية/الشريط المصاحب: http://www.youtube.com/watch?v=EEWxumb1lPs
 / نداءات تحريض...) ولكن كانت جلّها من مصادر مجهولة. أمّا بيانات النقابة والرابطة والعمادة كانت غالبا ما تُذيّل بِإمضاء: نقابي من.../ عن الجمعية/ عن المكتب... طبعا كانت تصدر رسائل بأسماء وصفات أشخاص/ هؤلاء هم الذين تعوّدوا على التصريح بهوياتهم منذ سنوات وفي كلّ ظرف.

ولعلّ أهم الأحداث التي طبعت هذه الأيام هي:
*اختطاف  البوليس للأستاذيْن العيادي وبلعيد. صحيح كنّا نعرف بعض تضحيات كلّ من اليميني سمير ديلو واليساري أنور القوصري في الدفاع عن المساجين السياسيين. أمّا عبد الرؤوف العيادي فلم نكن نعرف عنه شيئا قبل مؤتمره الصحفي أواخر ديسمبر 2010، ولم نسمع عن شكري بلعيد سوى مساندته لجماعة الحوض المنجمي وقيادته للاحتجاجات الرافضة للتدخل الأمريكي في العراق. (الصورة المصاحبة)

*توقّف منصف المرزوقي على بثّ سلسلتيْ فيديواته التعبوية للشعب، فالمرحلة أصبحت تتطلّب العمل على الأرض لا على الخطابات الفضائية.

*رسائل نارية تقصفنا عن بُعد، من وراء البحار كـ: الرئيس المُفدّى، عدوّ الشعب/ إيجابية...لولا ابن علي ما اندلعت أحداث سيدي بوزيد/ إلى فخامة الرئيس...المنتهية ولايته إكلينيكيّا

*ونجد كذلك رسائل من الداخل أهمّها في اعتقادنا، رسالة الحقوقي عبد القادر الدردوري [عفوا،هذا ما نراه، يا سيادة الرئيس] الشيخ عبد القادر الدردوري الذي تابعنا على شاشة الجزيرة في تلك الفترة قضية حجز سلسلته القصصية من طرف البوليس بعد طبعها. ثمّ بعد أيام فقط انتقل إلى رحمة ربّه.

وتمضي الأيام الأخيرة من سنة 2010 ثقيلة، ثقيلة. والكلّ يُمنِّي نفسه: اصبر، قريبا تنتهي السنة، قريبا تنتهي العطلة الدراسية وسترى ما سيفعل التلاميذ وخصوصا الطلبة بِـ ابن علي وبوليسه!!؟؟

يتبع بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 22 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

mardi 20 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/5/بداية التنسيق والتحرّر من الخوف



مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/5
بداية التنسيق والتحرّر من الخوف

إنّ المُتابع للشأن النقابي لم يكن ليتفاجأ لو انطلقت الثورة التونسية من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، نظرا للزوبعة التي كادت تعصف به في تلك المدّة، بسبب الخلاف الدائر حول تعديل البند العاشر من قانونه الداخلي، حتى تتمكّن قيادات قديمة من الاستمرار على رأس الاتّحاد. وربما هذا ما يُفسّر عدم توفّق القيادات النقابية -المركزية- لاتّخاذ قرارات موحّدة خلال فترة الاحتجاجات (الصورة المصاحبة).
  
ومنذ عشية الجمعة 24 ديسمبر 2010  بدأت التحركات الاحتجاجية في التنظّم شيئا فشيئا بمبادرات نقابية جهوية. فتكوّنت لجان لمساندة أهالي سيدي بوزيد وانتظمت وقفات احتجاجية -حسب الظرف الأمني- داخل و/أو أمام المقرّات الجهوية للاتحاد على منوال ما وقع ببنزرت/ الشريط المُصاحب: http://www.youtube.com/watch?v=_Wx6SDKPTyw
 وكان الحزب الديمقراطي التقدّمي الحزب الوحيد الذي أحسن قراءة الرسالة وقتها، فانخرط مناضلوه بقوّة في تلك التظاهرات في زواج واضح بالاتّحاد، وإن كان غير معلن.

وأخذت الشعارات "الصوتية" تتطوّر تصاعديا مع إجراءات القمع البوليسي المتّبعة. أمّا الشعارات المخطوطة فكانت منعدمة،أو تكاد.
الهتافات كانت: شغل، حريّة، كرامة وطنية/ رفع الحصار واجب، حقّ التظاهر واجب، حقّ التشغيل واجب/ من بنزرت لابن قردان شعب تونس لا يُهان/ شادّين شادّين في سراح المعتقلين/ يا نظام عار عار، والأسعار شعلت نار/ حق الشغل استحقاق يا عصابة السرّاق
  
 كما بدأت بعض التحرّكات المُحتشمة تظهر بين أفراد الجالية التونسية بالخارج كسويسرا
أمّا ابن علي فقد كان منشغلا باستقبال أسامة الملولي العائد لتوّه بميدالية من الخارج بينما استمات –عبر الجزيرة- وزيراه للشباب والتنمية مع بوق قصره للإعلام في الدفاع عن سياسته "الحكيمة" واتّهام المحتجّين بكونهم "عصابات ملثّمة مأجورة".

حتى كان يوم 28 ديسمبر 2010 وخطاب ابن علي الأول
يتبع بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 22 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

lundi 19 décembre 2022

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية / إلى مُوزّعي صكوك الوطنية

.
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -22 
إلى مُوزّعي صكوك الوطنية

·        حوّلتم المجلس التأسيسي مدّته سنة واحدة إلى برلمان قار دام ثلاث سنوات. ولم نتّهمكم بالخيانة.
·        فشلتم في تحقيق أهداف الثورة، ولم نتّهمكم بالتقصير المتعمّد.
·        تقاسمتم الوظائف الرسمية وغير الرسمية فيما بينكم، ولم نتّهمكم بالمحسوبية.
·        لم تُجرّموا التطبيع مع العدو الصهيوني في دستوركم، ولم نتّهمكم بالعمالة.
·        لم تمرّروا قانون تحصين الثورة من أعدائها، ولم نتّهمكم بالنفاق.  

وأنتم اليوم (انتخابات 26/10/2014)، وبعد أن خسرتم مواقعكم –موالاة ومعارضة- في السلطة، رحتم تُعلّقون خسارتكم على شمّاعة مَن قاطع انتخاباتكم، وتصفونهم باللاوطنيين. لماذا؟

لأنّكم راهنتم على الناخبين في تحقيق أهداف عجزتم أنتم على تحقيقها طيلة فترة حكمكم السعيد. وإذا بأكثر من ثلاثة ملايين مواطن ناخب من مجموع ثمانية ملايين ناخب (مسجّل وغير مسجّل) سحبوا من تحتكم البساط، ورفضوا التوجّه لمكاتب الاقتراع أصلا.

فنحن المقاطعين لانتخاباتكم نرفض أن نكون حصان طروادة الذي يفتح لكم مُجدّدا قصور قرطاج والقصبة وباردو.   

والسلام، عثمان الدرويش
31 / 10 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/4/ اضطرابات واضطرابات مضادّة

.        
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/4/ اضطرابات واضطرابات مضادّة

قلنا في الجزء الثالث إنّ امتناع مترشّحي الكاباس دخول قاعات الامتحان والبلاغ الرسمي المُذاع بقناة 7 قد ساهما في توسيع الاحتجاجات الشعبية خارج دائرة سيدي بوزيد. فشهدت بعض معتمديات الولاية تحرّكات شعبية عفوية مساندة لأهالي سيدي بوزيد المحاصرة.

وبدا أداء النظام الرسمي مضطربا. ففي نفس الوقت الذي تمّ فيه إطلاق سراح جميع المعتقلين، ووصول وزير التنمية الجويني سيدي بوزيد لطمأنة أهلها ببعث مشاريع تنموية جديدة، كانت لا تزال المداهمات البوليسية متواصلة، والتعزيزات الأمنية تتوافد على المنطقة، ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية تنعت المحتجّين بالشرذمة الضالّة الملثّمة.

ولكنّ الأطراف المضادّة للسلطة لم تكن أقلّ اضطرابا في تصرّفاتها: مناوشات هنا وهناك مع رجال الأمن، محاولات انتحار جديدة في أكثر من جهة، مبادرات متفرّقة من نقابيين للوساطة بين السلطة والأهالي، وقفات احتجاجية ببعض المقرّات الجهوية للاتّحاد العام التونسي للشغل، تكوين لجان نقابية مساندة لأهالي سيدي بوزيد، تنزيل فيديوات الاحتجاجات على الفايس بوك، تسارع قناة الجزيرة على التقاط ما تناثر من لقطات مصوّرة... حتى كان المنعرج الحاسم يوم 24 ديسمبر 2010.
 يوم سقوط محمد العماري أول شهيد –على ما نعتقد- بمنزل بوزيان/الشريط المصاحب: http://www.youtube.com/watch?v=apvbgE0zOfg
 وخروج أول مسيرة منظّمة للمحامين إلى الشارع في القصرين تهتف: يا مواطن يا ضحية/ فِزْ فِزْ للقضية
  
يتبع بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 21 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

.

dimanche 18 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/3/ انطلاق كرة النّار




مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/3/ انطلاق كرة النّار

الجمعة 17 ديسمبر 2010 كان يوما عاديا. ثمّ وعشية ذلك اليوم نشر موقع السبيل أونلاين خبرا من بضعة أسطر بإمضاء {نقابي من سيدي بوزيد}. -والولوج لموقع السبيل أونلاين لا يخلو من مخاطر، ولا يحصل إلاّ عن طريق البروكسي-. الخبر يتحدّث باقتضاب عن شخص يُدعى محمد البوعزيزي، وهو بائع متجوّل، منعه عون تراتيب من الانتصاب بالشارع، وقام بتعنيفه. وعندما رفضت الولاية شكواه أضرم في نفسه النار. على إثر الحادثة، تجمّع عدد من المواطنين للاحتجاج أمام الولاية لعدّة ساعات.
لو نُشر هذا الخبر لحظتها في موقع آخر لاُعتُبِر مفاجأة، ولتنبّأ الكثير بأنّ أمرا هاما سيحدث. غير أنّ المُتابع لأخبار السبيل أون لاين وجد الخبر أقلّ من العاديّ بالمقارنة لِما كان ينشره الموقع يوميا من أخبار عن احتجاجات عمالية مختلفة ومداهمات بوليسية متعدّدة ومنع محجّبات من الدراسة وغيرها.

في نفس اليوم، بدأت تتّضح بعض ملامح المشهد. إذ قام رجال من البوليس بالزيّ المدني بالاعتداء على زهير مخلوف، صاحب فيديو تدنيس مسجد المركب الجامعي، الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=9RNiOlbBe9Y
كما قام البوليس باحتجاز كاميرا مخلوف ومنعه من الالتحاق بسيدي بوزيد مسرح الاحتجاجات. وهذه عملية استباقية قام بها البوليس ليمنع تكرار سيناريو الفاهم بوكدوس في أحداث الحوض المنجمي –والمقيم لحظتها بأحد السجون-.

من الغد بدأت تنتشر بعض الأخبار المتناقضة على الحالة الصحية للبوعزيزي، مع تسريبات لفيديوات سيدي بوزيد بالفايس بوك المحجوب إلاّ عبر "هاش.ت.ت.ب.آس
وتواصلت الاحتجاجات بضعة أيام أخرى على نفس الوتيرة تقريبا وسط تعتيم إعلامي كبير. وصار المطلب الأساسي -إضافة لحقّ الجهة في التنمية- هو إطلاق سراح المعتقلين.

حتى كان يوم 20 أو 21 ديسمبر يوم الكاباس. يومها رفض المترشحون للمناظرة بسيدي بوزيد دخول القاعات لأكثر من ساعتيْن. فكانت العملية وسيلة جيّدة لانتشار الخبر في كامل أرجاء البلاد. ووجد الإعلام الرسمي نفسه مُجبرا على إذاعة الخبر بالشريط المُصاحب: http://www.youtube.com/watch?v=tijbGFTFGQo

يتبع بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 20 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

.

samedi 17 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/2/ مقدّمة –تتمّة


مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/2/ مقدّمة –تتمّة

وبالاقتراب أكثر من17 ديسمبر 2010، برزت أحداث أخرى على الساحة: محلّيّا، كاعتقال بعض المُلتحين. ووطنيا، مُداخلتيْ المستشارة رياض زغل والوزير الأخزوري حول "التلوّث الصوتي" للأذان/ رابط الشريط: http://www.youtube.com/watch?v=jGF-QM-e13Q
 كان ذلك خلال مناقشة ميزانية الدولة.

كما شهدت البلدة هذه المدّة اجتماعا جهويّا لتثمين النقطة 14 في برنامج ابن علي الانتخابي.
وخلال النقاش سجّلتُ اعتراضي على ما ورد من مغالطات بأنّ الخطّة المستقبلية لإصلاح  التعليم سيكون لها مردود إيجابي: مثل التخفيض في سنّ قبول الأطفال في دور الحضانة، أو قانون 14 لسنة 2010  المتعلّق بإصلاح المندوبيات الجهوية للتربية. والفصل 4 منه يقول: أنّ مواردها تتكوّن من الاعتمادات المتأتية من ميزانية الدولة ومن المقابيض المتأتية من رسوم تسجيل التلاميذ بالمدارس الابتدائية ومن الهبات والعطايا.

ثمّ وقبل يوم واحد من 17 ديسمبر، وفي اجتماع تحت عنوان "التغذية عند كبار السنّ" طلبت الدكتورة المُحاضرة من الشيوخ تطبيق برنامجها الغذائيّ حتى على أحفادهم صغار السنّ لتجنّب عديد الأمراض مستقبلا.
عندها، تدخّلتُ لأعرض عليها تقديم نصائحها هذه –كطبيبة مدرسية- لوزارة التربية التي تفرض على تلميذ السنة الأولى و الثانية البقاء بالمدرسة يوميّا لمدة أربع وخمس ساعات متتالية مكتفيا بهذه اللمجات السريعة العصرية. بل إنّ على وزارة الصحّة مقاضاة وزارة التربية لسوء تنظيمها للزمن المدرسي. وأمام استغراب الحاضرين –بل واستهزاء بعضهم- من طلبي، عرّجتُ عن قصد على قضية "التلوث الصوتي" المشار إليها أعلاه. قلتُ: ماذا قال وزير الشؤون الدينية أول أمس وعلى قناة 7؟ ألم يقل بأنّ وزارة البيئة بعثت لوزارته مذكّرتيْن بخصوص ارتفاع الصوت من 70 ديسبال إلى 100 ديسبال. ثمّ أن تُقاضي وزارةٌ وزارةً أخرى فهذا أمر طبيعي في كلّ الدول المتقدّمة.

ومن الغد، كان الحدث التاريخي بسيدي بوزيد

يتبع بإذن الله....والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 20 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

vendredi 16 décembre 2022

مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/1/ تعريف ومقدّمة


.
مقاربة ذاتية للمشهد الثوري الحديث في تونس/1/ تعريف ومقدّمة

الحمد لله وحده
  التعريف  

هذه المقاربة هي وجهة نظر اعتمدت المعاينة الميدانية للفعل الثوري وبالتالي فهي لا تخلو من انطباعات ذاتية، ومواقف شخصية. غير أنّها ارتكزت على ميثاق شرف، هو إشهاد الله على صدق أحداثها.

هي لا تستجيب لشروط الدراسة العلمية ولا ترقى إلى درجة الوثيقة التاريخية وإنّما هي ومضات تكشف جوانب من المشهد الثوري بإنطاق الزوايا الصامتة فيه.

هي مساهمة سردية – معطياتها متناسقة أحيانا، متنافرة أحيانا أخرى- لضخّ رأس مال رمزيّ يُساعد على ترميم الذاكرة الجماعية من جهة، ويُخلّصها من هيمنة طرفيْن أساسيْن [أحدهما بسيط(ديني)، والثاني مركّب(عَلماني-عَولمي)] متصارعيْن لبناء ذاكرة مُسلّحة بإسمنت الإيديولوجيا. والله وليّ التوفيق

  المقدّمة: قبيل اندلاع شرارة الثورة  

على المستوى الوطني: بعد أغنية الراب (رايس البلاد) لـ"الجنرال"، والشكوى المقدّمة من طرف فنّانين ضد مطرب الراب "بسيكو آم"، نزّل الناشط الحقوقي زهير مخلوف –حصريّا على موقع السبيل أونلاين- شريطا يُصوّر الحالة المُزرية لمسجد تمّ إغلاقه من طرف الحاكم قبل سنوات /الشريط المصاحب: http://www.youtube.com/watch?v=9RNiOlbBe9Y
وبعد مدّة تعرض قناة الجزيرة مقتطفات منه، فتُحدث ضجّة في أوساط المجتمع.  سرعان ما حوّلها "الفايسبوكيون" بإعادة نشرهم للشريط إلى موجة سخط في الشارع التونسي.

على المستوى الشخصي: شعرتُ بتململ محلّيّ على المستوى الإدارة والأمن. فقد بلغني من خلال تسريبات لم أُعرها اهتماما بأنّ السلطات المحلّية لم تعد راضية عن الحصّة اليومية التي كنت أُقدّم من خلالها شرح آيات قرآنية لأطفال كُتّاب بأحد المساجد. ثمّ تحوّلت الشائعة حقيقة، إذ تمّ إبلاغي على مرأى من الأطفال عن طريق إمام المسجد أنّ البوليس(م) يرفض توقيت الحصّة، ويُوافقه في ذلك المسؤول على الدّين بالبلدة(ع.ر.ب). رفضتُ المُقترح وغادرتُ الكُتّاب وهجرتُ ذلك المسجد تحت عنوان لن أدخل مسجدا يتولّى بوليس تحديد مواعيد الدروس فيه.

يتبع بإذن الله/ والسلام، عثمان الدرويش
نسخة 17 / 12 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

lundi 5 décembre 2022

وحتّى نستردّ حقوقنا كاملة، سنظلّ نُعيد ونكرّر بمناسبة وبدون مناسبة: هل مِن بواكي لحشاد؟

.
أُحبّك يا شعب/ الإمضاء: فرحات حشّاد 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحتّى نستردّ حقوقنا كاملة، سنظلّ نُعيد ونكرّر بمناسبة وبدون مناسبة: هل مِن بواكي لحشاد؟

أُحبّك يا شعب / كلمة دوّنها التاريخ حصريّا باسم الشهيد فرحات حشاد.

ولكنّ التاريخ سجّل بجانبها أنّ الشعب الذي مات حشّاد من أجله لم يفعل شيئا للقصاص من القاتل قائد عصابة اليد الحمراء. 

هذا القاتل وهو الفرنسي أنطوان ميليرو
Antoine Méléro ارتكب جريمته في مثل هذا اليوم [صبيحة الخامس من ديسمبر1952] ثمّ ظهر السنة الفارطة في شريط وثائقيّ بثّته الجزيرة الوثائقية وهو يروي تفاصيل الإعداد لتلك العملية ومراحل تنفيذها، كما صرّح في نفس الفيلم:

أعتقد أنّ ما قمنا به عمل شرعيّ. ولو كان ينبغي عليّ إعادته، سأُعيده.  الدقيقة 1:15

وهو ما اعتبره حقوقيون ومحاميون اعترافا بارتكاب جريمة حرب وتباهيا بها 

ونختم بتساؤل لشاعر

هل دمُنا ماء ودمُهم دمُ

هل نحن أشياء وهل بَشرٌ هُمُ

----------------------------------
رابط الفيلم الوثائقي عن قناة الجزيرة:
http://www.youtube.com/watch?v=a5OUxRwgbXI 

مع تحيات خواطر وآراء
04-12-2011
.