Pages

Nombre total de pages vues

lundi 16 mars 2015

المعادلة الخاطئة: تقسيم المجتمع إلى فسطاطيْن أو معسكريْن

.
المعادلة الخاطئة: تقسيم المجتمع إلى فسطاطيْن أو معسكريْن

إنّ المتابع للأحداث بتونس طيلة الفترة السابقة، سواء على أرض الواقع أو في العالم الافتراضي، يلحظ تقسيميْن اثنيْن للمجتمع. الأول تكفيريّ: كفر/إيمان والثاني تخوينيّ: وطنيّ / لا-وطنيّ. والتهمة المتبادلة بين الطرفيْن هي [التبعية للأجنبي].

فأصحاب التقسيم الأول يتّهمون معارضيهم باللائكية والعلمانية موالاة للغرب ضد المصلحة الوطنية. وأصحاب التقسيم الثاني ينعتون منافسيهم بالظلامية والرجعية تآمرا مع الشرق ضد المصلحة الوطنية كذلك. وفي عصر العولمة والشركات متعدّدة الجنسيات نرى التوقّف لدحض نظريات كهذه، مسلّحة باسمنت الإيديولوجيا سيكون عديم الفائدة. ولذا سنتفرض جدلا، صحّة التهمة المتبادلة بين الطرفين، و هي [التبعية للأجنبي].

ولنبدأ بأقصى اليسار، فما هي الجهة التي يخدمها الطرف الشيوعي التونسي؟
الرفيق شافيز المُتشبّث بالكرسيّ لعدّة ولايات!! أم أخو كاسترو الحارس الشخصي للحديقة الخلفية للبيت الأبيض؟
ومَن يدعم هذا اليسار الشيوعي التونسي؟ هل هي روسيا المُتهرّئة، أم الصين التي لم يتبقّ فيها من الاشتراكية سوى الغلاف الخارجي؟

ولننتقل إلى الضفة الأخرى: فما هي الجهة التي تخدمها القاعدة الإخوانية الظلامية؟ هل تخدم أسامة بن لادن المرحوم!! أم الملا عمر المتوارى عن الأنظار؟
ومَن يدعم هذا اليمين الرجعي التونسي؟ الفيس الجزائري الغارق في الدماء منذ عشرين سنة، أم السودان المتشطّر والمهدّد بمزيد التشّظي؟

إنّ الخطر الحقيقي الذي نراه مهدّدا للمجتمع لا يتركّز في قسم من الفسطاطين أو المعسكرين السابق ذكرهما، وإنّما هو منتشر في الاتّجاهات الأربعة وفي تشكّلات مختلفة تتّحد كلّها في هدف واحد: تفكيك الإنسان ومن ثَمّ إعادة تشكيل وعيه ليكون "إنسانا ذا بعد واحد" بُعد استهلاكي وحسب.

لذلك مثلا، فالسلفي المعجب بتلفزيون الوقع (كالمسامح كريم وعندي ما نقلك) والاشتراكي المتمتّع بامتيازات شركتيْن أو ثلاث للهاتف الجوال يُقدّمان نفس الخدمة لأخطبوط مستكرش لا إيديولوجية له. والجهة المتحكّمة في هذا الهيكل الاستهلاكي بطرفيْه (اليمين الأصولي واليسار اللائكي) هي نفسها. ولا يعنينا إن كان اسمها شركة ميكروسوفت للمُبرمج بيل غيتس أو شركة بركة للشيخ صالح كامل.

مع تحيات خواطر وآراء
26-02-2012
.


        

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire