Pages

Nombre total de pages vues

samedi 27 août 2011

كفاهم منّي تسامحا أنّي تجاوزت الخبر

كفاهم منّي تسامحا أنّي تجاوزت الخبر/ فأنا أينما حللت بينهم لا أخلو من منزلتيْن: احتقار و/أو فزع منّي

سألني صديق: لماذا قفزت في كتاباتك على11سبتمبر؟ قلت: لأنّهم ببساطة لم يتركوا في قلبي مساحة ذرّة أحفظ فيها حزني عليهم. لم يُشفِ جوابي غليله فقال: ألا ترى معي أنّ الوقت قد حان كيْ نعتذر لهم؟

قلت لا، ولو بعد ألف سنة. فأقرّ صديقي بدلا عنّي: [أنت مع الإرهاب.] قلت: لا، أنا ضدّ ترويع الآمنين مهما كان الفاعل. ثمّ نفترض جدلا أنّ منفذي الهجوم هم مسلمون. فما هي الأهداف التي قاموا بقصفها (مستشفى، كنيسة، سوق أم مدرسة)؟ لقد تمّ قصف البنتاغون (وزارة الدفاع) وهو هدف مُعادٍ حربيّ ، وبُرجيْ الربا المالي وهما هدفان أكثر عداء من الأول، حربيان بصريح الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ]277-278البقرة

قال: هذا الخطاب موجّه للذين آمنوا. قلت: وهل أموالنا وكنوز "زعمائنا" في بيت مال المسلمين، أم في وزارة الأوقاف الإسلامية؟ زيادة على ذلك، بنوكنا التي تحمل أسماء كـ(العربي والإسلامي والوطني والاتّحادي...) ما هي إلاّ فروع لأصل في بُرجيْ مانهاتن.

قال: ولماذا تمّ قصف البنتاغون؟ قلت البنتاغون وبرج الربا وجهان لعملة واحدة. يعتبرهما مؤيّدو الضربة –ولست منهم- الغشاء المانع بين دار الإسلام ودار الكفر، أي الحصار الذي ضربته سلطة المال والسلاح على مواطنيها حتّى لا تصلهم دعوة الإسلام الحقّ. فكان هدف المهاجمين إزالة هذه الغشاوة عن المواطن الغربي العادي لتبليغه الدعوة.

وفي إشارات برقية، دعني أعود إلى جوابي الأول. انظر لمآسينا في هذا العصر فقط من11سبتمبر إلى اليوم.

فهل اهتمّ الإعلام الغربي أو الشرقي بـ: *حرب أيلول الأسود (سبتمبر) بالأردن. *16-18سبتمبر [صبرا وشتيلا] *28سبتمبر [انطلاق انتفاضة الأقصى]. *1أكتوبر [استشهاد محمد الدرّة]. *2أكتوبر [قصف إسرائيل لحمام الشط بتونس]. *6أكتوبر [الحرب العربية الإسرائيلية]. *15أكتوبر [الجلاء عن بنزرت],,,

وكما قال درويش: لَمْ يَعُد في وسع هذا القلبْ أن يَصرخَ أكثَر فهل بقي في طيّات قلبي مكان يتّسع لحزن جديد على ضحاياهم في11سبتمبر؟

والسلام، عثمان الدرويش

07 / 10 / 2011

مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها      

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire