Pages

Nombre total de pages vues

samedi 8 juin 2019

حوار مع صديقي الفيلسوف -1


حوار مع صديقي الفيلسوف -1

العوامل المُهدِّدة لثوابت الأمّة 

وصل فسلّم وعيّد، وكان محور الحديث الدائر: [ خطبة واحدة أم خطبتان لصلاة العيد ] وهو موضوع مقال البارحة، وهذا رابطه: http://penseesopinions.blogspot.com/2012/08/blog-post_21.html

قلتُ المسألة في نظري ليست من فراغ، فلها ما يدعمها في كتب الفقه. ولكنّي أرى أنّها  تضرب في الوقت الحاضر ثوابت الأمّة. فكلّما اطمأنّ المجتمع إلى قيمة ثابتة ومرجعية نهائية إلاّ وخرج علينا هذا الطرف أو ذاك بفعل يُزلزل الأرض تحت أقدامنا. وهذا ما يتّحد فيه الطرفان في أقصى اليمين وأقصى اليسارعلى حدّ السواء تحت عناوين مختلفة، كرفع راية العودة إلى أصل الدين عند السلفي، أو تحت مبدإ العدالة الاجتماعية عند اليساري، أو الحرية الفردية بمنظور الحداثة وما بعدها عند الليبرالي.

قال صديقي: اليسار لا يضرب ثوابت الأمّة. قلت: خذ مثال معرض العبدلية. أو دعك من ذلك، خذ نكت مثقفي تلفزات هذا العيد. أسمعتَ ما ذكره ابن النهدي من نكت عن أبيه وجدّته؟ أسمعتَ جعفر القاسمي وهو يتحدّث عن خوف أبيه من كلب في المقبرة –أعزّكم الله-؟ اسمع هذه الحادثة وقد صرّحتُ بها قبل الثورة:

بثّت قناة حنبعل منذ أربع أو خمس سنوات خلال شهر رمضان منوّعة يومية بعنوان "حنبعل في حومتنا" ومن بين فقراتها نكتة يُقدّمها مواطن عادي أو نجم من نجوم المجتمع. خرج علينا ذات ليلة ممثل ومخرج سينمائي (ن.د.س) بالنكتة التالية.

[جلس شابّان في مقهى، وقرّرا أن يتباريا: "أيّهما أكثر شماتة من الآخر". وبعد لحظات خرجت عجوز من زقاق قريب من المقهى، فتوجّه نحوها المُتباري الأول وأخذ يُسدِّدُ لها اللكمات يمنة ويسرة "جابلها عينها كِالعضمة المرَوْبة، زرّقلها وجهها – وما شابه من ألفاظ سوقية-". على كلّ، كان الشاب الثاني جالسا في مقعده تغمره السعادة وهو يُراقِب عملية ضرب العجوز دون أن يُحرّك ساكنا. عاد المُتباري الأول لصاحبه وطلب منه تسليمه الرهان المتّفق عليه فرفض الثاني مُدّعِيّا أنّه هو الأكثر شماتة. فسأله الأول في استغراب أنا الذي ضربت العجوز دون أن تكون قد آذتني بشيء، وأنت بقيتَ في مكانك مُكتفيا بالضحك. فردّ عليه الثاني: أنا أكثر شماتة منك لأنّ التي كنتَ تضربها هي أُمِّي !!!!!! ] / واللغة الفصحى التي استعملتها قلّلت من تأثير المشهد على القارئ.

ملاحظة:النكتة تمّ بثّها مسجّلة. والأغرب أنّ إدارة القناة أعادت بثّها مرّات خلال شهر رمضان معتبرة هذه النكتة من بين النكات التي استحسنها الجمهور.
ثمّ التفتّ لصديقي سائلا: ألم تضرب هذه النكتة ثابتا من ثوابت الأمّة وهو التراحم الأسري؟ انظر لقول الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان الآية13و14: [ ... أَنُ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا]. لماذا؟؟ يقول المفسرون في ذلك والله أعلم: إنّ الله تعالى ربط وفي أكثر من آية طاعته بطاعة الوالدين. بل وأكثر من ذلك، فإن جاهد الأبوان ابنهما على الكفر بالله، أمره الله بعدم الكفر مع المحافظة على احترام والديْه ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف. إنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه القاعدة، ثمّ أقرّ أنّ عقوق الآباء من الكبائر. لأنّه باختصار شديد يعلم سبحانه أنّ المرء إذا تجرّأ وتمرّد على سبب وجوده المباشر(وهما الأبوان) أصبح من السهل عليه التمرّد على سبب وجوده غير المباشر(وهو الله سبحانه).

أليست هذه النكتة شاهدا على ضرب ثوابت الأمّة؟
ردّ عليّ صديقي: إذا كان ذلك، فلمصلحة من؟ انظر خطاب الجهة المُقابلة وحسب تصريح قائدها: [إنّ الاعتداء على هذه الحكومة الشرعية هو اعتداء على الإسلام] أليس هذا ضرب للأمّة بأسرها، وقد يُدخلها في حرب طائفيّة لا مُبرّر لها؟

وللحديث بقية بإذن الله...
والسلام، عثمان الدرويش
21 / 8 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire