Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 8 septembre 2016

الحجّ عبر تأشيرات آل سعود وقائمات حُكّامنا

.

الحجّ عبر تأشيرات آل سعود وقائمات حُكّامنا 
ابتزاز للعواطف وانتزاع للمواقف

اليوم 29 ذو الحجّة 1433 آخر يوم في السنة الهجرية، الموافق لـ 14 نوفمبر / تشرين الثاني 2012 وبعد عودة الحجيج مغفورا لهم بإذن الله، نُلفتُ انتباه ذوي السلطة والنفوذ إلى التالي:

                      في كلّ عام تُنشر قائمة فرز رسميّة بأسماء حجيج تلك السنة [10374 حاجّا عن تونس، 1433/2012]
ثمّ تتسرّب أسماء أخرى -بعناوين مُختلفة- من خارج القائمة الرسميّة تُعدّ بالآلاف [1250 من مكفولي التونسيين بالخارج/ 25 من نواب الشعب/ 100 من عائلات الشهداء والجرحى/ وزراء وشخصيات عديدة من غير البعثة الرسميّة/ الخ الخ ...]

وعندما تسأل يُجيبك الحاكم بأمره: هذه قائمة الفرز الرسميّة: نزيهة نقيّة، وتلك جماعة العُملة الصعبة: يدفعون ضعف كلفة الحجّ العادي، وهؤلاء يحجّون بعد أن تمّ اختيارهم من طرف السلطات لاعتبارات اجتماعية أو سياسية أو برلمانية أو... أمّا أولئك فقد كان حجّهم بِمنّة من سعادة سفير "السعودية" "دام ظلّه".

وبما أنّنا أطنبنا الحديث في المسألة سابقا، وحتى لا نُطيل، نقول:

·        لِـ حكّام تونس:
بأيّ قانون سماوي أو وضعيّ يحجّ ذوو العملة الصعبة من أول سنة يرغبون فيها في الحجّ بل ويستطيعون معاودة الحجّ كلّ سنة إن أرادوا. بينما يظلّ المواطن العاديّ في قائمة الفرز الرسميّة ينتظر دوره لسبع وثمان سنوات؟ وبأيّ قانون سماوي أو وضعيّ يحجّ وزراء ونواب نيابة عن الشعب؟
وقد كنّا ذكرنا من قبل قصّة عامل الزكاة الذي قال فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم: [ أَفَلاَ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمّهِ حَتّىَ تَأْتِيَهُ هَدِيّتُهُ، إِنْ كَانَ صَادِقاً!!؟ ]  

·        لِـ ملوك آل سعود في نجد والحجاز:
ما هو التأصيل الشرعيّ الذي بمقتضاه تقتطعون وجبة تُقدّر بمئات الآلاف من طاقة الاستيعاب الجمليّ في كلّ موسم، ثمّ تمُنّون بالحجّ على هذا أو ذاك، ابتزازا لعواطف الشعوب واغتصابا لمواقف الحكّام؟
وقد كنّا ذكرنا من قبل حادثة فتح مكّة عندما رفض الرسول صلّى الله عليه وسلّم جعل الحجابة في عشيرته بني هاشم وتسليم مفتاح الكعبة لعلي كرّم الله وجهه. بل ردّ المفتاح لعثمان بن طلحة قائلا: [خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعُها منكم إلا ظالم] وقد ذهب المفسّرون إلى أنّ هذه الواقعة كانت سبب نزول الآية 58 من سورة النساء: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }

                                  والحلّ الذي نراه والله أعلم، أن يتمّ فرز الحجيج حسب مقاييس مضبوطة عبر قائمة واحدة دون أن تكون هناك وجبة استثنائية لسلطان وأمير، أو "كوطا" خاصّة لرئيس ووزير.
ثمّ بإمكان هؤلاء الحكّام والملوك بعدها أن يتكفّلوا بحجّ مَن شاؤوا وبما شاؤوا، شريطة أن يختاروا مكفوليهم من داخل قائمة الفرز لا من خارجها. ونفس الشيء بالنسبة للحاجّ الذي يرغب في اختيار نوعية العملة التي سيدفع بها كلفة حجّه وظروف الرحلة التي يُريدها.

مع تحيات خواطر وآراء
ليلة رأس السنة الهجرية
29 ذو الحجّة 1433
14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire