Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 30 janvier 2019

إضراب مُدرّسي ما بعد14جانفي، أو رهان باسكالLe Pari de Pascal

.

إضراب مُدرّسي ما بعد14جانفي، أو رهان باسكالLe Pari de Pascal

 

·        كنّا قبل 14 جانفي 2011 نخوض كلّ الإضرابات القطاعية التي تُحدّدها نقابة التعليم، واعين بالتضحيات الجسام الواجب علينا تقديمها، وبأمل صغير في استجابة سلطة الإشراف لبعض طلباتنا.

واليوم، بعد 14 جانفي 2011 صار المدرّسون ينخرطون في الإضرابات بصفر تضحيات، وبثقة كبيرة في تلبية الوزارة لجميع رغباتهم.

 

·        كانت الإدارة يوم الإضراب تسلّم وعلى مدار الساعة قائمات أسماء المعلّمين المُضربين للجهات ذات العلاقة (تفقدية، مندوبية تعليم ووزارة) والجهات الدخيلة (عمادة، معتمدية ومركز شرطة). ومنها تتسرّب أسماء المضربين للحزب الحاكم وأصحاب النفوذ في المنطقة.

واليوم صارت قائمات أسماء المعلّمين المُضربين تُحجب حتى على المصلحة الإدارية والمالية بالجهة.

 

·        كان المعلم المضرب عرضة لمضايقات متنوّعة تصل حتى تجميد عدده البيداغوجي، أو شطب اسمه من قائمة رحلة ترفيهية.

أمّا اليوم فقد أصبح المعلّم المضرب عن العمل يوصف بالمناضل الثوري، تُفتح في وجهه جميع الأبواب.

 

·        كانت الإدارة تخصم الأجرة اليومية للمعلم المضرب، وتُصدر قرارها بإيقافه عن العمل يتناسب ومدّة الإضراب وقرارا ثانيا باستئناف العمل.

أمّا اليوم فقد أصبح المعلم المضرب يتمتّع بجرايته كاملة غير منقوصة، وفشلت إدارة مابعد 14 جانفي عبر محاولات عديدة في تطبيق التراتيب التي تنصّ على أنّ إسناد الأجر يقوم على أساس العمل المنجز.

 

 

·        كانت أيام الإضرابات تُخصم من أيام العمل، ممّا ينجرّ عنه تأخير تاريخ التقاعد وتعطيل الترقيات وآجال التفقد ووو...

أمّا اليوم، صار المعلم المضرب يُكافأ بترقيتيْن وربما ثلاث، دون أن يجتاز مناظرة لا بالملفات ولا في الميدان. ممّا يجعله –شأنه شأن المعلّم المتمتّع بالعفو التشريعي العام- أعلى رتبة من معلّم ترشيحيّ قضّى في القسم 35 سنة وبضعة أشهر. وغالبا ما يكون هذا المعلّم المبتدئ –معلم مابعد 14 جانفي- قد باشر التدريس، ولم يتلقّ من قبل درسا واحدا لا في البيداغوجيا العامة ولا في البيداغوجيا الخاصّة.

 

وبالعودة إلى رهان باسكال نقول:

قبل 14 جانفي 2011، كان المعلم المضرب عن العمل يتعرّض لخسارة كبيرة –ماديّا ومعنويّا- مقابل ربح قليل محتمل.

أمّا اليوم، فقد صار مُدرّس مابعد 14 جانفي يجني من بورصة الإضراب ربحا كبيرا، مع احتمال تعرّضه للخسارة بنسبة صفر بالمائة.  

 

وكلّ إضراب واحنا دايما فرحانين

والسلام، عثمان الدرويش، معلّم متقاعد، متخرّج من مدارس ترشيح المعلمين

مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

العالية، الأربعاء 15/04/2015 // 13:20

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire