Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 30 mai 2018

تغطية زهير مخلوف 23-10-2008 لقضية كمال المطماطي



تغطية زهير مخلوف 23-10-2008 لقضية كمال المطماطي
عندما كنّا نتابع السبيل أونلاين عبر "البروكسي"
-----------------------------------------------------------
كمال المطماطي..الشهيد الحي والجثة المفقودة منذ 18 عاما

السبيل أونلاين – تونس – خاص

بعد مرور أكثر من 18 عاما على ذكرى وفاة الشّهيد كمال المطماطي ، وذلك بتاريخ 8 أكتوبر 1991، نعود مع الذاكرة إلى ذلك اليوم المشهود ، لنلخّص في هذه السطور حادثة استشهاده عليه رحمة الله .
صبيحة يوم الثّلاثاء 08.10.1991 توجه كمال المطماطي كعادته إلى عمله بالشّركة التّونسيّة للكهرباء والغاز بمدينة قابس على متن درّاجته العاديّة ، وعند الضحى قدم عونان من فرقة الإرشاد واعتقلوه، وفي طريقهم إلى منطقة الأمن أبدى كمال تمرّدا فتوقّفوا به على حافة الطّريق واستعانوا بصاحب سياّرة أجرة الذى أعانهم على تعنيفه وضربه ، وقد أصيب كمال في مؤخّرة رأسه مما تسبّب في شلّّ حركته ، ونقلوه إثرها إلى مقرّ فرقة الإرشاد بقابس أين واصلوا تعذيبه
.
وعلى الساعة الثالثة بعد الزوال ساد صمت رهيب مقرّ المنطقة التي كان يُباشر فيها تعذيب مجموعة من الإسلاميين يقدر عددهم بـ70 فردا ، وقد تبيّن المعتقلون بعد ذلك أن سبب الصمت الذي خيّم على المكان يعود إلى مقتل أخيهم كمال المطماطي تحت التعذيب في المكتب المحاذي لمكتب رئيس المنطقة وقد تأكدت وفاته طبيّا بعد ما أكد الدكتور (علي ع..) حصول الوفاة بعد فحصه وذلك بطلب من الأعوان ، وكان الطبيب الذى تحقق من حالة الوفاة معتقل هو الآخر وتُمارس عليه شتى أصناف التعذيب وقد هدده الجلادون بنفس مصير كمال إن تجرأ وكشف خبر الوفاة متناسين أن هناك غيره ممن عاين الواقعة كلها وقد شاهد كثير من الإخوة الذين كانوا موقوفين وقتها كمال بدون حراك وهذا ما أكده بعضهم في شهادته .
ونشير إلى أن محمد القبلاوي أحد أقارب المرحوم علي بن سالم المطماطي والد الفقيد قد تسلم ثيابه ودراجته من صديقه في العمل السيد ( حبيب أ.ت.) الذي أعلمهم بأن أعوان البوليس السياسي هم من قاموا باعتقاله صبيحة يوم 8 أكتوبر 1991 ، وقد وُثقت أقواله وأقوال كثير ممن زامن هذه المأساة وعايشها .
ورغم أن البوليس السياسي بمنطقة قابس قام باعتقالي ومصادرة آلتي تصوير رقمية سنة2007 بعد أن علم بتوثيقي لهذه المأساة ، إلا أنني عاودت التسجيل مع عدد هام ممن واكب هذه الجريمة وقد تأكد عندي بما لا يدع مجالا للشك وفاة أخي وصديقي كمال المطماطي تحت التعذيب بمقرات فرقة الإرشاد بقابس بل إن أسماء المتسببين في مقتله موثّقة . والغريب أن البوليس السياسي والسلطة التونسية نفيا اعتقاله وإلى حد هذا اليوم لم تكشف السلطة عن مآل جثّة كمال المطماطي ومكان دفنه ولا عن الحقائق الساطعات في مقتله .
وعندما قدمت إلى تونس محامية إيطالية عضو بمنظمة العفو الدولية وجمعت الكثير من المعطيات حول هذا الموضوع وتعمّدت السلطة كعادتها التعتيم على هذا الملف وصادرت منها كل ما جمعته من تسجيلات ووثائق إدانة تخصّ ملف القضية .
ومن عجائب الأمور في ملف كمال المطماطي أن السلطة التونسية مازالت إلى حد الآن تعطّل تصرف ورثته في أملاكه مما جعل ابنه "عثمان" في تسجيل معه مصوّر يستنكر قائلا : "بعدما قتلوا أبي ما بالهم يعطلون تصرفنا في أملاكه " .
وتقول زوجته : "لقد أُصبت بانهيار عصبي وأجريت عملية جراحية برأسي في مدينة صفاقس ولكني لم أكمل المعالجة لقلة ذات اليد … وتتساءل : "لماذا ينكرون مقتله وقد رأيت بأم عيني في اليوم الأول من اعتقاله اسمه في دفتر المعتقلين بمنطقة قابس؟؟؟ .. وأضافت:"وحين أشرت بإصبعي للبوليس عن مكان اسمه بالدفتر أغلقه بسرعة وطردني من المكتب" .
ويقول المرحوم والده :" إن أعوان منطقة قابس في اليوم الأول طلبوا منى الإتيان بثياب ومأكل لكمال ، و في اليوم التالي طردوني وأنكروا وجود إبني لديهم ".
أما والدته فتقول : " لقد اتصلت بالسيد رشيد إدريس رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية سنة 1992 لأعلمه بمقتل ابني بمنطقة قابس ووعدني بالتحقيق في مقتله إلا أنه لم يفي بوعده ، وقد اتصلت بوزارة الداخلية العديد من المرات ولم أجد جوابا ، وراسلت الوكيل العام للجمهورية ولكن بدون جدوى ، وبعثت لرئاسة الجمهورية ولكن بدون رد… " .
وأنهت الأم كلامها وقد فاضت عيناها من الدمع حزنا على فلذة كبدها التى لا تعرف له مزارا ، ولم تجد من ينصفها ممن قتلته . وآثرنا إنهاء الحديث معها رفقا بها ودرءا لأحزانها .
ترك كمال المطماطي ولد وبنت هما :عثمان البالغ من العمر 23 سنة ، وعائشة البالغة من العمر 19 سنة ، والده علي بن سالم المطماطي توفي يوم 05 أكتوبر 2008 ، والدته فاطمة المطماطي أطال الله في أنفاسها .
تعازينا لعائلة الشهيد بفقدانها لإبنها كمال ووالده علي بن سالم المطماطي الذى توفي قبل أن يعرف مكان جثمان إبنه ، ونسأل الله أن يرزقهم جميل الصبر والسلوان .
ونذكّر أن مجموعة من التونسيين لم تكشف السلطة عن مآلهم ولا عن مكان وجود جثثهم وهم السادة فتحي الوحيشي (من حيّ القصر بمعتمدية الحامة ولاية قابس) ، عباس الملوحي ( من تونس )، محمد العلاني (الحمامات ولاية نابل) ، وخالد الزغل (من صفاقس) .
فهل يجوز أن تبقى عائلة كمال المطماطي بدون قبر ومزار لإبنها ؟
وإلى متى تبقى تونس مرهونة لتجاوزات زبانية التعذيب وجرائم أعوان البوليس السياسي في القتل المتعمد دون أن تظهر الحقيقة ولا حتى جثث المعتقلين ممّن توُفّوا تحت التعذيب ؟
وإلى متى يستمر تجاهل الجرائم والتكتم على مكان جثث أصحابها وإفلات الجلاّدين من العقاب ؟

تقرير مراسلنا في تونس – زهير مخلوف
-----------------------------------------------------------
مع تحيات خواطر وآراء
24-11-2016
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire