Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 16 février 2012

ربانية الشورى ووضعية الديمقراطية من جهة وختان الإناث من جهة أخرى




ربانية الشورى ووضعية الديمقراطية من جهة وختان الإناث من جهة أخرى

توافد على تونس الثورة عديد الفقهاء والدعاة. حضروا بيننا وحاضروا ثمّ رحلوا مثلهم مثل كلّ زوّار الغرب والشرق. ولم تهتمّ صفحتنا إلاّ بزيارتين: الأولى هي التي قام بها رئيس الحكومة الفلسطينية المجاهد الثائر إسماعيل هنية، نظرا لما تعنيه تلك الزيارة –حسب خطّ صفحتنا- من معان وقيم. والثانية هي زيارة الشيخ صفوت حجازي، حيث قمنا بتنزيل مقطع بدقيقتيْن من فيديو للحجازي وكان على علاقة كذلك بالقدس وتحرير فلسطين. وكان تكريمنا لصفوت حجازي بصفته فقيه الثورة. وقد جاء في مقدّمة الفيديو المشار إليه ما يلي: [صفوت حجازي/ من ميدان التحرير إلى القيروان إلى بيت المقدس/ اختارت صفحتنا لقطة للشيخ صفوت حجازي دون غيره من الشيوخ المتوافدين على تونس هذه الأيام، لأنّه -حسب علمنا- كان المرابط الوحيد في ميدان التحرير بمصر مع شباب الثورة. طبعا إذا استثنينا الشيوخ الذين نزلوا الميدان لالتقاط الصور التذكارية من هناك/ مع تحيات خواطر وآراء

لكنّ الموجة المتواصلة لاستبلاه الشعوب فرضت على صفحتنا –هذه المرّة- التوقّف بعض الوقت عند زيارة الشيخ وجدي غنيم لتونس. فكلّ التعليقات والتعليقات المضادّة كانت مجرد ردود أفعال انفعالية -من بلاغ وزارة الصحّة إلى أبسط "كومنتار"- وكلّها تدلّ على شيء واحد [ إنّنا فشلنا في تحقيق أهداف الثورة، ولكنّنا لا نريد الإقرار بالهزيمة]. وهذا تفسيرنا للزوبعة القائمة حاليا على موقف قديم شخصيّ للشيخ رأى فيه جواز ختان الأنثى لضرورة صحيّة، ضرورة تبيح المحظور كغيرها. إذ لم يثبت أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلم قد ختن إحدى بناته، أو أنّ إحدى زوجاته كانت مختتنة. وأمّا حديثه صلّى الله عليه وسلّم [إذا التقى الختانان، وجب الغسل] فهو من باب تسمية الأمريْن باسم الأشهر منهما من دون تجانس أو حتى تقارب، كأن تقول: (الأسودان وهما الماء والتمر) و(الظهران وهما صلاتا الظهر والعصر) و(البحران وهما بحر ونهر) و(المروتان وهما الصفا والمروة) و(الأبوان وهما الأب والأمّ).

فلم كلّ هذا التركيز على موقف شخصيّ قديم للشيخ وتجاهل لبّ المشكل؟ الشيخ جاء بشعار واحد {ربانية الشورى ووضعية الديمقراطية} وهذا صحيح. وردّد غنيم هذا الشعار أكثر من مرّة في محاضرات تونس. فلماذا تعامى المعلّقون من كلّ الأطراف نظريته هذه؟ الجواب هو: [لأنّنا فشلنا في تحقيق أهداف الثورة، ولا نريد الإقرار بالهزيمة] فمريدو الشورى ومعتنقو الديمقراطية على حدّ السواء يعلمون حقّ العلم أنّ الخليط الذي نعيشه بعيد كلّ البعد عن الشورى والديمقراطية معا. إذن، لا سبيل لتغطية عوراتهم إلاّ بتضليل العامّة. ولن يحصل ذلك إلاّ باتّفاق صريح أو ضمنيّ بين الأطراف المتناحرة على تجاهل الطرح الحقيقي لِـ "ربانية الشورى ووضعية الديمقراطية" والتركيز فقط على ختان الأنثى، ربما تمهيدا لمسألة استحاضة الرجل

مع تحيات خواطر وآراء     

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire