Pages

Nombre total de pages vues

lundi 4 février 2013

محاضرة طارق رمضان تونس 26 فيفري 2012



محاضرة طارق رمضان تونس 26 فيفري 2012

إعادة تنزيــــــل
مستثمر الحدث ليس دائما صانعه

إنّ المتابع لمجالات التواصل الافتراضي والواقعي ما بعد الثورة يلحظ وكأنّ التونسيين كانوا يعيشون في غابات الأمازون أو في أدغال إفريقيا، ولم تبلغهم دعوة التوحيد إلاّ ليلة 15 جانفي 2011. حيث انهالت علينا الخطابات الدينية ذات الأعيرة المختلفة تقصفنا من كلّ الاتّجاهات. وأمام هذا الإسهال الفايس بوكي، رأت صفحتنا ألاّ تخوض في مسائل دينية إلاّ لضرورة ثقافية اجتماعية. ولم يكن هذا الموقف لجهل مشرفي الصفحة بأصول الدين وبعض فروعه، وإنّما لسدّ الذرائع أمام الصائدين في الماء العكر. هؤلاء كانوا دائمي الرقص على حبال ثنائيات: اللائكية * الإمارة الإسلامية،البوليس السياسي * الفساد الإداري، بارسي بوليس بقناة نسمة * كنيس اليهود بشارع الحرية. والكثير من الذين تمّ توظيفهم في الساحة وحتى المُتطوِّعين  يُدركون جيّدا أكذوبة الدعم الخارجي لليسار الشيوعي وفزّاعة مساندة السلفيين لليمين الحزبي. ولكنّ أولئك اللاعبين من الطرفيْن لا يستطيعون مواجهة الحقيقة لأسباب كثيرة ليس هذا مجال بحثها.

وكمثال فقط، نعود لزيارة وجدي غنيم لتونس، ونحن لسنا من مُريدي هذا الشيخ الزائر ولا لأمثاله من الشيوخ التونسيين. بل نعتبر أنّ الضيف –ومن شابهه من المُقيمين بيننا- بلسانه السليط وأسلوبه الساخر جعل المسألة الدينية مسألة مبتذلة لا قداسة لها. حتى أصبح الفارق الوحيد بين وجدي غنيم وعادل إمام في طريقة معالجة المسألة الدينية هو نوعية الجزاء. حيث يُقاضى المُمثِل بالسجن لثلاثة أشهر في المدّة الأخيرة ويُقابل الشيخ بالمدح والإطراء. ولم يكن اختلاف الجزاء بسبب علوّ منصّة ولا رفعة هندام ، وإنّما من باب [أنا وأخي على ابن عمّي] وهذا موقف صفحتنا.

وهذا اختبار نضعه على المحكّ نهاية الأسبوع المقبل، موعد قدوم مفكّر إسلاميّ آخر حسب عديد المصادر. إنّه طارق رمضان، يقدم من الغرب ويُحاضر بالفرنسية ولا يدعو لختان الإناث.
فهل سيكون الضيف محلّ ترحيب؟ أم ستصيبه لعنة "ديقاج" بتعلّة أنّه حفيد حسن البنّا -رحمه الله- مؤسس حركة الإخوان المسلمين. يقول قائل إذا كان الداعية بالصفات تلك، فمن سيفتعل الأزمة؟ نجيب فنعيد الصياغة. ليس المهمّ من سيصنع الحدث، فالأهمّ من يُحسن استثمار ذلك الحدث. وقد تأكّد من خلال الأزمات السابقة أنّ هذا المُستثمِر الجيّد لم يكن يوما لا اليمين الإسلامي ولا اليسار الشيوعي، لسبب بسيط جدّا هو وقوف النظام العالمي الجديد المتجدّد المساند الخفيّ للجهة الثالثة المذكورة أعلاه، ضدّ المشروعين السماوي والأرضي.

مع تحيات خواطر وآراء
18-02-2012

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire