Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 25 avril 2012

عودة لِـ: مستثمر الحدث ليس دائما صانعه


عودة لِـ: مستثمر الحدث ليس دائما صانعه
وهذه المرّة، من زاوية تجييش العامّة ضدّ الإعلام

إنّ المتفحّص في الأحداث التاريخية يجد أنّ تجييش العامّة من أبسط عمليات الفعل الثوري، وأنّ صنع الحدث على أهميّته، يكون عديم الجدوى إن لم يُحسن استثماره.
ومثال ذلك: يخرج علينا وزير في الحكومة التونسية على شاشة التلفزة محرّضا المواطنين على مطالبة الحكومة بالتوقّف عن خصم المعلوم الخاصّ بالإذاعة والتلفزة المدرج ضمن فاتورة استهلاك الكهرباء. فتزدحم أرض المعركة والساحات الافتراضية مُلبيّة النداء. وهنا يكون ذلك الوزير قد أخطأ مرّتين: الخطأ الأول، هو جهله أو تجاهله أنّ في استجابة الحكومة - التي هو عضو فيها – لهذا الطلب سيفرض عليها هي تعويض المبالغ التي كان يدفعها المواطنون. والخطأ الثاني، هو عدم طرح المسألة مباشرة على مجلس حكومته حتى يتّخذ قرار عدم مساهمة المواطن في ميزانية الإذاعة والتلفزة
ومثال آخر، وفي نفس السياق: يخرج علينا نائب في الحزب الحاكم على شاشة التلفزة محرّضا المواطنين على مطالبة الحكومة بالتفويت في مؤسسة الإذاعة والتلفزة للخواص. فتزدحم  أرض المعركة والساحات الافتراضية مُلبيّة النداء. وهنا يكون ذلك النائب قد أخطأ مرّتين: الخطأ الأول، هو جهله أو تجاهله أنّ في استجابة الحكومة - التي يرأسها حزبه – لهذا الطلب سيفرض عليها هي بحث مواطن شغل إضافية للموظّفين الذين سيتمّ تسريحهم بعد عملية الخصخصة. والخطأ الثاني، هو عدم طرح المسألة مباشرة على مجلسه الشرعي والتشريعي – وحزبه ذي الأغلبية فيه - حتى يتّخذ الإجراءات اللازمة لبيع مؤسسة الإذاعة والتلفزة
وبالعودة للعنوان نقول: ليس المهمّ من يصنع الحدث، فالأهمّ من يُحسن استثمار ذلك الحدث. وقد تأكّد من خلال الأزمات السابقة أنّ هذا المُستثمِر الجيّد لم يكن يوما أحد الطرفيْن المتصارعيْن من اليمين الإسلامي أو اليسار الشيوعي (كما يقع الترويج له زورا)، وذلك لسبب بسيط هو مساندة النظام العالمي الجديد المتجدّد لجهة ثالثة متربّعة على عرش الليبرالية المتوحّشة ذات الرأسيْن: المال المستكرش والإعلام الاستهلاكي.
وحتّى لا يتمّ اتّهامنا بالموالاة لأحد البنفسجيْن (حزب البنفسجيّ القديم، أو إعلام البنفسجي الحالي) نعيد تنزيل أسفل هذا، موقفنا من أزمة الإعلام وهو تحت عنوان: حول لاءات الإعلام الثلاث
مع تحيات خواطر وآراء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire