Pages

Nombre total de pages vues

samedi 30 juillet 2022

غُرّة العام الجديد –تتمّة


غُرّة العام الجديد –تتمّة
الاحتفال برأس سنة شمسية كانت أم قمرية، فموقفنا واحد 

الحمد لله وحده 
يقول الحقّ في كتابه العزيز: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) آية 189 البقرة 
فالأشهر والسنوات هي مواقيت للناس ليعلموا عدد السنين والحساب. والعِلم هنا والله أعلم ليس مجرد الإحساس بمرور حدث في الزمن عبر حركة فيزيائية للأرض، بل هو حالة وعي الإنسان بذاته وسط حركة دوران الأرض.

·        وفي هذا المجال ورد في موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية حديث للرسول صلّى الله عليه وسلّم رواه ابن ماجة: [ لا بُورِك لي في يومٍ لم أزدد فيه من الله قُرْباً ] فتهنئة المسلمين من العامّة بعبارة: (ربي يُحييكم لأمثاله) هي مُجانبة للصواب، إذ الفرحة ليست بعدد السنين التي عاشها العبد وإنّما بما قضّاه من تلك السنين في التقرّب إلى الله سبحانه. فكم من إنسان طال عمرُه، وساء عملُه. هل هذا يكون كلّ عام وهو بخير؟؟!!! أيّ خير لهذا، وهو كلّما تقدّمت به السنون ازداد بعدا عن الله. فكثرة السنين خير لمن أمضاها في طاعة خالقه تعالى، شرّ لمن قضّاها في معصية ربّه سبحانه. 

·        بلوغ العبد شهر الله المحرّم هو موعد لأداءِ أصل من أصول الدين وهو إخراج زكاة المال وعروض التجارة وما شابههما –طبعا بشَرطيْ بلوغ النصاب ومرور الحوْل- وبلوغ الحوْل هذا لا يكون إلاّ حسب السنة الهجرية. أمّا الاعتماد على السنة الميلادية فهو رخصة أي استثناء، وعندها يجب أن تتحوّل النسبة من2.5 بالمائة إلى2.577 بالمائة. وتُخرج القيمة على الفور وبدون تراخ ولا تُخصم منها الأداءات والضرائب.

·        بلوغ العبد غرّة العام الهجري تذكرة له بهجرة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقوله لصاحبه الصدّيق رضي الله عنه: ما ظنّك باثنيْن، الله ثالثهما  /و/ لا تحزن إنّ الله معنا  أي تذكرة بـ: الإيمان بالغيب  /و/ والثقة بالمستقبل ، طبعا مع الأخذ بالأسباب تماما كفعله صلّى الله عليه وسلّم. 


فبلوغ المؤمن لعام جديد ليس مناسبة للاستهلاك الفاحش واللهو المشبوه، وإنّما هو فرصة أتاحها الله له ليُقيّم -استعدادًا لآخرته- ما قدّم من أعمال خدمةً لدينه وإعمارا لدنياه. ويُجدِّد إخلاص النيّة لله وحده فيُحسن فيما بقي حتّى يغفر له الله ما مضى. والله أعلم

والسلام، عثمان الدرويش
    مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
    25 / 11 / 2011       
 .  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire