Pages

Nombre total de pages vues

mardi 12 novembre 2013

تصوّرنا للمشهد السياسي بُعيْد 14 جانفي 2011


.

تصوّرنا للمشهد السياسي بُعيْد 14 جانفي 2011
إعــادة تنزيــــل

هذا مقتطف من مقال بتاريخ 21 جوان 2011  لتشريح جملة واحدة وردت في خطاب الشيخ راشد الغنوشي حضرناه شخصيّا بمدينة بنزرت عشية الأحد 12 جوان 2011، وهذا رابط المقال كاملا: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=216579481715447&set=pb.100000901896858.-2207520000.1365453908&type=3&src=http%3A%2F%2Fsphotos-f.ak.fbcdn.net%2Fhphotos-ak-ash4%2F251261_216579481715447_4994955_n.jpg&size=320%2C241

وسيقتصر ردّنا هنا على نقطتيْن اثنتيْن، وهو من المقال الخامس ضمن سلسلة:

 انطباعات ذاتية حول تظاهرة حزبية -5
ثانيا: دلالات المضمون في خطاب الشيخ
ب - ما لم يُعجبني في خطاب الشيخ:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطف حرفيّ من خطاب راشد الغنوشي [ الشعب يريد أن يرى مَن قام بالثورة في قمّة المسؤولية، يريد أن يرى حكومة مِمن سُجن ومِمن عُذّب ومِمن شُرّد، هؤلاء هم المؤهلون أن يحكموا تونس ]

رابط التصريح المصوّر المرجع بداية من الدقيقة 9:30 http://www.facebook.com/photo.php?v=2074201943547&set=vb.186150634758708&type=3&permPage=1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

·        " حكومة مِمن سُجن ومِمن عُذّب ومِمن شُرّد..." كنّا نسمع عن حكومة انتقالية، أو إيتلافية، مضيّقة أو موسّعة، حكومة تصريف أعمال، أو تكنوكرات، أو وحدة وطنية. أمّا حكومة (مِمن سُجن ومِمن عُذّب ومِمن شُرّد) فهذا لم يحدث في تاريخ الشعوب من قبل. لأمر بديهي، فالزاهد في متاع الدنيا وزخرفها وحده هو الذي يُضحّي بنفسه من أجل غيره، ولو كان السجين أو المعذّب أو المشرّد حريصا يوما ما على حياة، طامعا في منصب لكان بإمكانه تحقيق مأربه الدنيوي في أيّة لحظة يقبل فيها بالتنازل عن بعض مبادئه.


   فالمناضل الحقيقي أشبه ما يكون بالوليّ الصالح. وهنا أستحضر قولة طالما سمعتها من أمّي - رحمها الله – كانت تقول إذا تطرّق الحديث بحضورها إلى أولياء الله ، ربما خوفا من أذاهم:" الشأن لله، تراب ساقيهم فوق رأسي." وأنا أُعيد قول والدتي في حضرة (من سُجن ومن عُذّب ومن شُرّد) فقط إجلالا لنضالاتهم: " الشأن لله، تراب ساقيكم فوق رأسي." فمن استُشهد ومن سُجن ومن عُذّب ومن شُرّد من أجل دينه أو عرضه أو ماله نحسبه عند الله في درجة أولياء الله. ولكنّ هذه الشهادة لا تُمكّنه من اعتلاء سدّة الحكم آليّا.


·        " هؤلاء هم المؤهلون أن يحكموا تونس" إنّ العبارة المنتشرة هذه الأيام (لا بدّ من القطع مع الماضي) لا تعني فقط حلّ حزب محتكر، ومحاكمة رئيس سفّاح، وإقالة موظف فاسد. فإنّ هذه الإجراءات وشبيهاتها تكون عديمة الجدوى، إن لم يُرافقها مبدأ استئصال سرطان المحاباة والمحسوبية. فالإبقاء على هذا السرطان – وإن كان تحت اسم المناطق المحرومة أو عائلات الشهداء أو غيرها من الأسماء المعبّرة عن العرفان والولاء- فالإبقاء على هذا السرطان سيستنسخ من الحزب المحتكر لسياسة الدولة جهازا آخر أكثر هيمنة على الدولة والمجتمع، وسيُولّد من الرئيس السفّاح طاغية أشدّ دموية، وسيُنتج بدل الموظف الفاسد عصابات فساد وإفساد. وساعتها سنكتشف أنّ الشعب -الذي صار سيّدا- قد أعاد ، بوعي أو بدونه، إنشاء ديكتاتوية جديدة.


     ولذا فإنّ التأهّل لحكم تونس ينطلق من رصيد تضحية المتأهّلين ولا ينحصر فيه.  أو بعبارة أخرى، وبما أنّ تونس تستعدّ هذه الأيام لتتويج البكالوريين فإنّ (السجن والتعذيب والتشريد) يكون بمنزلة عدد السيرة(note de conduite) في امتحان الباكالوريا. حيث لا تتمّ تزكية المترشّح لدورة المراقبة إلاّ على مَن حصل على علامة حسن السيرة، أي في الحالة التي نحن بصددها على علامة (+) في التضحية.  


والسلام، عثمان الدرويش

21 / 06 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire