Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 20 juillet 2016

مكانة العقد الاجتماعي في الدولة الإسلامية


.
مكانة العقد الاجتماعي في الدولة الإسلامية
جزء من إجابة سابقة على سؤال صديق

فتصوّرنا للدولة الحديثة من المنظور الإسلامي هو نظام قائم على آيتين كريمتيْن:

1- [لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ]256البقرة

2- [قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ]29-التوبة

فالآيتان متكاملتان ولا تعارض بينهما كما يُروّج له البعض.

·        في الجانب الديني: [فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ] 29-الكهف. ولكن لا يحقّ لِمَن اختار الإسلام دينا أن يرتدّ عنه.

·        في الجانب الدنيوي: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ملاحظة شديدة الأهمية، الأمر بقتالهم هنا ليس  لكفرهم وإنّما لمخالفتهم للعقد الاجتماعي ( le contrat social )  وأسباب نزول الآية كما ذكرها المفسّرون في أنّ البعض من غير المسلمين أخلفوا عهدهم الذي أبرموه مع الرسول صلّى الله عليه وسلم ورفضوا دفع الجزية. فكان إذن القتال (أو الاحتكام للقانون) بسبب عدم احترامهم العقد المتّفق عليه بين الطرفيْن. 

والآية واضحة: [حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ] وليس حتى يؤمنوا، أو حتى يُغيّروا معتقداتهم الدينية أو الفكرية.


والله أعلم، عثمان الدرويش
14 / 05 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire