Pages

Nombre total de pages vues

mardi 19 juillet 2016

حول إدراج اللغة التركية بالمنظومة التربوية التونسية

.
مواصلة انحدار وزارة التربية 3 :
وهذه المرّة، حول إدراج اللغة التركية بالمنظومة التربوية
المرجع: تصريح وزير التربية لوكالة تونس إفريقيا للأنباء

                لقد كانت اللغة العربية –إلى وقت قريب- هي اللغة الرسمية للدولة العثمانية. حتّى جاء آتاتورك(أي "أبو الأتراك" كما يُدعى زورا وبهتانا مثلما كان "المجاهد الأكبر" في تونس أبعد ما يكون عن الجهاد، و"حامي الحمى والدين" أشدّ عداوة لهما من اليهود والنصارى). بدأ مصطفى كمال مشروعه الحداثي باستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية لكتابة اللغة التركية سنة1928، ثمّ تغيير العطلة من الجمعة إلى الأحد ثمّ، ثمّ...
فإذا كانت هذه هي الحالة، فإنّ المنطق يستوجب الآن أن تعود تركيا إلى حضن العربية، لا أن تتحوّل تونس إلى إيالة تركية تُدرّس بها لغة الأتراك.

أمّا التناسب الطردي بين الانفتاح على العالم وعدد اللغات بالمعاهد -حسب نظرية الوزير في الوثيقة المرجع-، فنراه مجانبا للصواب. بدليل ما حقّقه سابقا الطالب التونسي من نجاح في ألمانيا أو الاتحاد السوفياتي أو الصين في دراسته بلغة البلد المُضيِّف والّتي لم يكن يعرف عنها شيئا قبل رحلته. وفي المقابل، نلحظ اليوم إخفاق العديد من الطلبة في الحصول على تراخيص للدراسة في بلدان يُفترض أنّهم تمكّنوا من لغتها مثل فرنسا.
فاللغة الأمّ هي الوعاء الرمزي والوطن الروحي للفرد والمجتمع. وعلى رأي عالم في التربية: [الّذي يحذق لغته يملك أكثر ممّا يعتقد أنّه يملكه]. وعليه، فإنّ التوجّه الوزاري الذي نحن بصدده يزيد في تعميق أزمة الأمّة. وبالعودة للنموذج الأتاتوركي العَلماني سابق الذكر نقول: إنّ الانسلاخ عن الهوية لا يكون إلاّ مُجزَّّأً وعلى مراحل، كسلخ الشاة.[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ] الأعراف- 175. فحذار

والسلام، عثمان الدرويش
23 / 06 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire