.
تقاسم النفوذ بين شيوخ الدين
وأمراء السياسة في مملكة آل سعود
من خلال معاينة ذاتيّة
إعادة تنزيل بمناسبة الجولة الدينية التي يقوم بها حاليا ترامب رئيس أمريكيا
سياسة الحاكم السعودي تتشابه
كثيرا مع بقية حكام العرب والمسلمين: مثل إنشاء البنوك الربوية وتركيز القواعد العسكرية
وتنفيذ الإملاءات الخارجية.
وما تختصّ به دول الخليج
النفطية –والسعودية بالذات- عن بقية الدول العربية والإسلامية الفقيرة لتثبيت
حكمها هو:
·
خارجيّا: هي تعتمد على الغرب الرأسمالي بتكديس أموال
النفط في بنوك أمريكيا وأوروبا، وتنشيط دورته الاقتصادية باستيراد أحدث مودالات
السيارة والحاسوب بل وحتى الدشداشة والتفاح، ثم إنشاء أطول جسر في العالم وأعرض
طريق وأعلى بناية وأكبر ملعب...
·
داخليّا: السعودية تُطلق العنان لشيوخ الدين في المجتمع
يفعلون به ما يشاؤون، بشرط وحيد لا ثاني له، هو عدم التدخّل في سياسة أمراء الحكم
مطلقا. أي أنّ شيوخ دين السعودية –بقطع النظر أنّ هذا مُدخليّ وذاك جاميّ- كلّهم
من المرجئة. شأنهم في ذلك شأن الدعاة والشيوخ في كلّ الدول العربية قبل
"الربيع العربي" بنسبة تسع وتسعين في المائة.
فسلطة " رابطة " الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر تفوق سلطة أيّ مؤسسة حكومية، و"المطاوع" له كلّ الصلوحيات -أكثر من
رجل الأمن نفسه- (فلديه كلّ السلط القضائية والتنفيذية والتشريعية). وهو رجل مدنيّ (لا علامة تميّزه عن غيره، ربما سوى عصاه).
·
إذا حان وقت صلاة تراه يجوب الشارع يزجر المارة كي يلتحقوا
بصلاة الجماعة. ولا أدري لماذا لا يبدأ بنفسه!!
· تصل المسجد الحرام فتجد "مطاوع" قد وقف وسط ممرّ يتفحّص المصلّين. وإذا ما اقتربت نهرك بشدّة [حريم، حريم]. ويقصد أنّ ذلك الممرّ هو خاص بالنساء، وعليك الانصراف مسرعا إلى ممرّ غيره. ولا أدري ماذا يفعل هو هناك!!
· تصل المسجد الحرام فتجد "مطاوع" قد وقف وسط ممرّ يتفحّص المصلّين. وإذا ما اقتربت نهرك بشدّة [حريم، حريم]. ويقصد أنّ ذلك الممرّ هو خاص بالنساء، وعليك الانصراف مسرعا إلى ممرّ غيره. ولا أدري ماذا يفعل هو هناك!!
·
لم أحلق لحيتي طوال إقامتي في البقاع المقدّسة. ويوم
العودة، قمت بحلقها لحظة المغادرة، وسيارة الأجرة تنتظرني بباب النزل. وأثناء
نزولي مع رفيقي بالمصعد الكهربائي، وجدنا "مطاوع" (فهم مزروعون في كلّ
مكان). وما إن رآنا حتى استشاط غضبا لأنّنا حالقان.
·
أمّا الواقعة التي أرعبتني فعلا هي: عندما كنتُ على حافة
الطريق العام أتأملّ المارّة والسيارات، وقد أشعلتُ سيجارة. وإذا
بـ"مطاوع" يتّجه نحوي مسرعا مُلوّحا بعصاه، صائحا، لم أتبيّن من كلامه
إلاّ عبارة:[حرم، حرم] يقصد الحرم المكّيّ. فما كان منّي إلاّ أن ألقيتُ السيجارة
أرضا، وأطلقتُ رجليّ للريح.
والسلام، عثمان الدرويش
26 / 05 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire