Pages

Nombre total de pages vues

dimanche 8 juin 2014

كيف كنّا ننظر لحركة النهضة -جوان 2011 انطباعات ذاتية 5/4

.
كيف كنّا ننظر لحركة النهضة -جوان 2011
انطباعات ذاتية حول تظاهرة حزبية 5/4

في فكر الشيخ، من خلال خطابه في تظاهرة بنزرت
ثانيا: دلالات المضمون في خطاب الشيخ
الحمد لله رب العالمين

ب - ما لم يُعجبني في خطاب الشيخ:
توزيع التحايا يمنة ويسرة: بعث الشيخ أثناء خطابه بتحية إكبار للمناضل علي بن سالم والزعيم عبد الثعالبي فاستُقبلت الرسالة باستحسان يعكس إجماع الحضور، أمّا أن يسترسل الشيخ في استعراض أسماء عديدة حسب الجهات التي انحدر منها هؤلاء ففي الأمر نظر، وأمثلة ذلك: [فلان من رأس الجبل، وفلان من منزل جميل، وفلان من ماطر، وفلان من العالية، وفلان من رفراف، وعبد الفتاح مورو الذي تحوّل إلى المتلوي(في موضع آخر من الخطاب)]. إنّ الشيخ لم يكن موفّقا في هذا السرد المجاني، حسب رأيي. يقول قائل لِمَ الجزم وموقفك هذا استثناء والشاذ يُحفظ ولا يُقاس عليه. أقول: صحيح أنّي لم أقم باستطلاع لسبر الآراء، ولكن لي من المشاهدات العينية ما يُؤكّد أنّ الكثير وحتّى من داخل الحركة يُشاطرني الرأي. 

وهذه ثلاث عيّنات:
* الأولى رغم إشادتي بالتنظيم المحكم للتظاهرة، فقد استرعى انتباهي مثل الكثير ضجيج ينبعث من إحدى زوايا المدارج، التفت فإذا هو شاب "ثائر" يصيح بكلام لم أتبيّن فحواه، وهو يُشير تارة للمنصّة وتارة أخرى لنفسه وكان ذلك أثناء تعديد الشيخ لأسماء المناضلين الذين أشرت إليهم أعلاه. وهذا ما جعلني أُرجّح أنّ غضب الشاب كان بسبب اعتراضه على ذكر هؤلاء الأشخاص والمناطق التي قدموا منها.

* الثانية ولا تختلف ظروفها عن الأولى إلاّ في كونها جاءت خارج إطار خطاب الشيخ. فما إن شرع المشرف على التظاهرة في المناداة على أوّل المناضلين الذين سيتمّ تكريمهم حتى استشاط أحد الحاضرين غضبا وكان حذوي قريبا من المنصّة: "من هو فلان ليتمّ تكريمه؟ ما هو نضال سي فلان؟ من أين خرج فلان؟..." ثمّ غادر يُرافقه نقابي آخر مثله.

* الثالثة جاءت لتدعم بدون أيّ مجال للشكّ مع ما ذهبت إليه من استهجان لتوسيم أشخاص لم يُجمع الشعب على نضالهم. إذ بحثت طويلا عن المقطع من خطاب الشيخ موضوع الفحص بأدواتي الخاصّة وخبرتي المتواضعة في الإعلامية لكن دون جدوى. وهذا يُرجّح أنّ الممتنعين عن تنزيل هذا الجزء من الخطاب كانوا يرون –مثلي- أنّه غير صالح للنشر. 

[ثورة14جانفي قامت ضدّ التهميش ضدّ الظلم والفساد والاستبداد. ثورة14جانفي أعادت للتونسي ثقته في نفسه، أعادت للتونسيين كرامتهم المهدورة، وجعلت التونسي سيّدا. الوالي إلِّي يعجبو يقلّو ابقَ، الوالي إلّي ما يعجبوش يقلُّو ديقاج. الشعب التونسي يُمارس سيادته اليوم. الوزير إلّي يعجبو يخلّيه، الوزير إلّي ما يعجبوش يقلُّو ارحل. (الإمام إلّي يعجبوه) الإمام إلّي يعجب المُصلّين يبقى، والإمام إلّي ما يعجبهمش أيضا نقولولو ارحل.]
هذا نصّ حرفي لفقرة من خطاب الشيخ.

كنت قد عبرت في بداية العرض عن شدّة إعجابي بالعربية الفصيحة البسيطة التي استعملها الخطيب، وكنت أخشى أن أظلم الشيخ فلا أتمكّن من إعطائه حقّه أثناء عملية تحويل خطابه الصوتي إلى نصّ مكتوب مهما استنجدت بعلامات التنقيط، من نقاط استفهام وتعجّب وغيرها.  فما الذي جعل المفكّر -في هذه الفقرة بالذات- يختار اللهجة الدارجة العامية أداة لتبليغ رسالته هذه؟ وهل أنّ استعماله لصيغة المضارع كان زلّة لسان أم جاء بقصد. فالمتابع للشأن التونسي يرى أنّه لم يعد مقبولا بعد هذا الشوط الذي قطعناه "أو الذي فرضت علينا الأحزاب والمنظمات مجتمعة قطعه" وبعد أن صمّوا أذاننا بمصطلحات كالشرعية التوافقية والعدالة الانتقالية والانتقال الديمقراطي للسلطة وغيرها، فبعد هذا كلّه فإنّ "ديقاج" بصيغة المضارع والمستقبل لم يعد لها مبرر. ولو استعمل الخطيب صيغة الماضي(إلّي عجبنا خلّيناه، وإلّي ما عجبناش قلنا له ديقاج) لسدّ باب التأويلات على الكثير. 

[الشعب يريد أن يرى من قام بالثورة في قمّة المسؤولية، يريد أن يرى حكومة ممن سُجن وممن عُذّب وممن شُرّد، هؤلاء هم المؤهلون أن يحكموا تونس] هذه النقطة الأخيرة من خطاب الشيخ سنُفرد لها مقالا خاصا في هذا العرض، -بإذن الله- في (سويت إي فان) تتمّة ونهاية.

والسلام عثمان الدرويش
20 / 06 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire