Pages

Nombre total de pages vues

dimanche 8 juin 2014

كيف كنّا ننظر لحركة النهضة -جوان 2011 انطباعات ذاتية 5/5

.
كيف كنّا ننظر لحركة النهضة -جوان 2011
انطباعات ذاتية حول تظاهرة حزبية 5/5

في فكر الشيخ، من خلال خطابه في تظاهرة بنزرت
ثانيا: دلالات المضمون في خطاب الشيخ
ب - ما لم يُعجبني في خطاب الشيخ:
النقطة الثالثة والأخيرة:
الحمد لله رب العالمين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقتطف حرفيّ من خطاب راشد الغنوشي [الشعب يريد أن يرى من قام بالثورة في قمّة المسؤولية، يريد أن يرى حكومة مِمن سُجن ومِمن عُذّب ومِمن شُرّد، هؤلاء هم المؤهلون أن يحكموا تونس]
رابط المرجع بداية من الدقيقة 9:30  
http://www.facebook.com/photo.php?v=2074201943547&set=vb.186150634758708&type=3&permPage=1

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بداية 
* الشعب يريد أن..." لم تعد لها مصداقية بعد أن تفرّق هذا الشعب أحزابا في دكاكين السياسة وفرقا على صفحات الفايس بوك. والقرينة على ذلك مقتطف آخر من خطاب الشيخ والذي نحن بصدده :[كنّا صفا واحدا في مواجهة الطغيان . لماذا لا نفعل ذلك اليوم أيضا؟ لماذا لا نجدّد العهد] ر.غ

* أن يرى من قام بالثورة..." ومع التسليم جدلا بدقّة مصطلح "الثورة" في وصف الفعل الجماهيري،فلا أحد يستطيع أن يُسلّم صكّ الثورة لهذا ثمّ يمنعه عن ذاك. والدليل كذلك مقتطف من نفس الخطاب:[ لم تبق أسرة تونسية إلا وفيها سجين أو شهيد أو مشرّد أو مطرود من شغله، الضريبة. المجتمع التونسي بكل أسره كلّه عُجن عجنا،طحنته المحنة طحنا.] ر.غ 

* من قام بالثورة في قمّة المسؤولية..." من، موصول للعاقل بالمسؤولية عن طريق الاقتراع السرّي المباشر الحرّ.فلا مجال أن يعتلي أعناقنا مجددا أحد بحجّة أنّه من قام بالثورة أوالجهاد، حتى وإن كان من حمل تلك الراية مجاهدا أكبر. وهذا استدلال منقول حرفيا من نفس الخطاب: [هذه دماء الشهداء أمانة في أعناقكم جميعا. أيها الإخوة لا تسمحوا بعودة التجمع بأي صورة من الصور.ألا تسمحوا لأحد سواء باسم النهضة أو غير النهضة، ألا تسمحوا لأحد أن يتسلط عليكم بعد أن أصبحتم سادة في بلادكم.] ر.غ. 

* حكومة ممن سُجن وممن عُذّب وممن شُرّد..." كنّا نسمع عن حكومة انتقالية، أو إيتلافية، مضيّقة أو موسّعة، حكومة تصريف أعمال، أو تكنوكرات، أو وحدة وطنية. أمّا حكومة (ممن سُجن وممن عُذّب وممن شُرّد) فهذا لم يحدث في تاريخ الشعوب من قبل ولأمر بديهي.

فالزاهد في متاع الدنيا وزخرفها وحده هو الذي يُضحّي بنفسه من أجل غيره، ولو كان السجين أو المعذّب أو المشرّد حريصا يوما ما على حياة، طامعا في منصب لكان بإمكانه تحقيق مأربه الدنيوي في أية لحظة يقبل فيها بالتنازل عن بعض مبادئه. فالمناضل الحقيقي أشبه ما يكون بالوليّ الصالح.
وهنا أستحضر قولة طالما سمعتها من أمّي - رحمها الله – كانت تقول إذا تطرّق الحديث بحضورها إلى أولياء الله ، ربما خوفا من أذاهم:" الشأن لله، تراب ساقيهم فوق رأسي." وأنا أُعيد قول والدتي في حضرة (من سُجن ومن عُذّب ومن شُرّد) فقط إجلالا لنضالاتهم:" الشأن لله، تراب ساقيكم فوق رأسي." فمن استُشهد ومن سُجن ومن عُذّب ومن شُرّد من أجل دينه أو عرضه أو ماله نحسبه عند الله في درجة أولياء الله. وعليه يجب أن يكون تعاملنا واحدا مع هؤلاء ومع أولئك. 

* هؤلاء هم المؤهلون أن يحكموا تونس" إنّ العبارة المنتشرة هذه الأيام
(لا بدّ من القطع مع الماضي) لا تعني فقط حلّ حزب محتكر، ومحاكمة رئيس سفّاح، وإقالة موظف فاسد. فإنّ هذه الإجراءات وشبيهاتها تكون عديمة الجدوى، إن لم يُرافقها مبدأ استئصال سرطان المحاباة والمحسوبية. فالإبقاء على هذا السرطان –وإن كان تحت اسم المناطق المحرومة أو عائلات الشهداء أو غيرها من الأسماء المعبّرة عن العرفان والولاء- فالإبقاء على هذا السرطان سيستنسخ من الحزب المحتكر لسياسة الدولة جهازا آخر أكثر هيمنة على الدولة والمجتمع،وسيُولّد من الرئيس السفّاح طاغية أشدّ دموية، وسيُنتج بدل الموظف الفاسد عصابات فساد وإفساد. وساعتها سنكتشف أنّ الشعب الذي صار سيّدا - قد أعاد، بوعي أو بدونه، إنشاء ديكتاتوية جديدة. ولذا فإنّ التأهّل لحكم تونس ينطلق من رصيد تضحية المتأهّلين ولا ينحصر فيه. 
أو بعبارة أخرى، وبما أنّ تونس تستعدّ هذه الأيام لتتويج البكالوريين فإنّ (السجن والتعذيب والتشريد) يكون بمنزلة عدد السيرة(conduite) في امتحان الباكالوريا، حيث لا تتمّ تزكية المترشّح لدورة المراقبة (لا الدورة الرئيسية) إلاّ إذا حصل على علامة حسن السيرة،أي في الحالة التي نحن بصددها على علامة(+) في التضحية. 

وختاما، أهمس في أذنيْ اليمين واليسار بإجابة موحّدة عن سؤاليهما المتعارضين. 1-لماذا كلّ هذه الشدّة في تعاملك مع التظاهرة عموما،وخطاب الشيخ خصوصا؟ 2-هل حقّا أنّك مقتنع بكلّ هذه الإيجابيات الواردة في هذا العرض؟
أجيب فأقول: إنّ ما عرضته كان تحت عنوان "انطباعات ذاتية" لا أقصد من ورائها استمالة هذا الطرف أحيانا وذاك القطب أحيانا أخرى لضرورة انتخابية. لطفا، فأنا في غنى عن أصوات الطرفين. لماذا ؟ ببساطة، أنا –وأعوذ بالله من كلمة أنا- اطمئنّوا، لم ولن أُرشّح نفسي لأيّ منصب لا محليا ولا غير محلي ، والعبارة هنا أيضا في معناها مقتطفة من نفس الخطاب للشيخ راشد.

والسلام عثمان الدرويش
21 / 06 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire