Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 15 juillet 2015

في تأمين الإمام والمأموم في الصلاة الجماعية

.
في تأمين الإمام والمأموم في الصلاة الجماعية
ملخّص المداخلة في حلقة جامع الغفران -اليوم- ببعض التصرّف

لقد قمتُ الآن بتلاوة الفاتحة. وعندما وصلتُ ولا الضّالين، صمتُّ وقلتم أنتم –أو بعضكم- آمين. أنا كذلك أمّنت معكم، ولكن سرّا. لماذا؟ حتّى لا يتوهّم السامع أنّ لفظ [آمين] من القرآن الكريم في سورة الفاتحة. بل إنّ مِن القرّاء مَنْ كره ترتيل اللفظ، أي عدم استعمال أحكام التجويد كمدّ البدل في الهمزة والمدّ الزائد للوقف. مع العلم، أنّ لفظ آمين هو دعاء، بمعنى اللهمّ استجبْ. والمستحبّ في الدعاء أن يكون سرّا. 

إذا كان هذا بعض ما تمّ ضبطه في لفظ [آمين] في قراءة تعبّدية خارج الصلاة. فكيف إذا أصبحت قراءة الفاتحة في الصلاة، بل وعلى لسان إمام للمُصلّين؟

أخرج البخاري عن أبي هريرة أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: [إذا قال الإمام ولا الضّالين، فقولوا: آمين. فإنّه مَن وافق تأمينُه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدّم مِن ذنبه.] أي لم يقل إذا أمّن الإمام، فأمّنوا وراءه. فالإمام لا يُؤمّن في الصلاة الجهرية. هذا على الأقل في مذهبنا، مذهب مالك إمام دار الهجرة. علما أنّ الإمام جُعل ليُؤتمّ به، كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر. ولكن ماذا يحصل عندنا، هذه الأيام؟

عاد إلينا أحد الأئمة الثلاثة –الذين قاطعوا التراويح منذ أسبوع-. جاءنا هذه المرّة ومعه الجديد. ألا وهو تأمين الإمام –جهرا- في الصلاة الجهرية. وطيلة الأيام الثلاثة الأخيرة، تتمّ العملية كالتالي: يقول الإمام الشاب المُعوّض في صلاة التراويح مُرتّلا: ( غير المغضوب عليهم ولا الضّالين ). ثمّ يسكتُ لالتقاط أنفاسه. في تلك اللحظة، تنطلق آمين من المُصلّين. وبعدها بثوان يلتحق بنا الإمام مُرتّلا: آمين. فهل يصحّ أن يسبق المأموم إمامه مُتعمّدا في قول من الأقوال، كالتكبير أو التسليم أو التشهّد ...؟

يقول قائل: مسألة تأمين الإمام اجتهادية، ويُمكن تدارك هذا الإرباك بدعوة المُصلّين لانتظار الإمام حتى يلتقط أنفاسه، ثمّ يُؤمّن فيُؤمّنون؟
أقول: أولا، النتيجة غير مضمونة. ثانيا، مالك هو الإمام الثاني زمنيّا، حيث لم يسبقه إلاّ أبو حنيفة. وهو الإمام المدنيّ الوحيد وُلد في القرن الأول للهجرة وعاش قرابة القرن وتوفي بالمدينة المنوّرة. فلماذا نترك ما أقرّه إمام دار الهجرة، ونتّبع أشرطة بعض الشيوخ مثل: هذه صلاة النبي (ص) وكأنّك تراه، أو شاهد الصلاة الصحيحة لنبيّك صلّى الله عليه وسلّم؟

ويقول آخر: لماذا لا تُفاتح الإمام الشاب في المسألة، وتنتهي القضية؟
أقول: هذا ما كنتُ أفعله منذ سنوات. أمّا الآن وبعد 14 جانفي 2011، فقد انقلبت المفاهيم. ولي من التجارب ما لا تسعها هذه المساحة. مع العلم أنّ هذا الشاب وصديقيْه لا يزالون يُكنّون لي كلّ الاحترام، إلى حدّ الآن.
لذلك اخترت هذه المرّة تحميل إمام الجمعة –الموجود بيننا- مسؤولياته، ويقوم بنفسه بمعالجة الحالة.

والسلام، عثمان الدرويش
26 / 07 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

.                       

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire