Pages

Nombre total de pages vues

lundi 8 décembre 2014

ماذا وراء الصراع المُتجدّد بين نقابة التعليم والحكومة؟


.
ماذا وراء الصراع المُتجدّد بين نقابة التعليم والحكومة؟

نفّذ يوميْ 26 و27 نوفمبر 2014 أساتذة التعليم الثانوي إضرابا قطاعيا. وزارة التربية التي أقرّت بشرعية وقانونية هذا الإضراب أصدرت بلاغا في اليوم الموالي هذا رابطه عن الصفحة الرسمية لوزارة التربية:
يطالب الأساتذة الذين مارسوا واجبهم المهني يوميْ الإضراب المذكور أعلاه لاستثنائهم من اقتطاع الأجرة حسب قانون ترتيبي ينصّ على أنّ: [إسناد الأجر يقوم على أساس العمل المنجز]. واقتطاع الأجر من مرتب الموظّف عن يوم الإضراب إجراء قانوني. وقد شرعت في تنفيذه بعض مندوبيات التعليم.

غير أنّ النقابة العامة للتعليم الثانوي أنكرت على وزارة التربية تصرّفها هذا، فطالبت أساتذة الثانوي بالتوقّف عن العمل من اليوم 8 ديسمبر 2014 وإلى غاية تراجع الوزارة عن قرارها الانتقامي المُجحف حسب بيان النقابة.

·    الكلّ يعلم أنّ موجة الإضرابات عن العمل وفي كلّ القطاعات قد عمّت البلاد في السنوات الأربع الأخيرة –أي بعد سقوط حكم ابن علي-. ولم يقم المؤجِّر في القطاعيْن العمومي أو الخاص باقتطاع الأجر عن منظوريه بسبب إضراب عن العمل، إلاّ وزارة التربية وسنعود لهذه النقطة لاحقا.

·    الكلّ يعلم أنّ نقابة التعليم (الثانوي بدرجة أولى وتليها نقابة الأساسي ) هي النقابة الوحيدة التي ظلّت –نسبيّا- شوكة في حلق ابن علي طيلة حكمه. وبقيت كذلك في مواجهة الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد 14 جانفي 2011.

·    الكلّ يعلم حجم الكتلة (la masse ) التي يُمثّلها رجال التعليم الابتدائي والثانوي في المجتمع عموما وفي الاتحاد العام التونسي للشغل خصوصا. أي: 1- أنّ المبالغ المقتطعة عن إضرابهم ستساهم في ترقيع الميزانية العامة للدولة. 2- وأنّ بوابة ليّ ذراع منظمة (UGTT) تمرّ عبر نقابتيْ التعليم.

·    الكلّ يعلم أنّ الحالة المالية للمربي التي تنتج عن ترقيات، منح، غيابات... لا يتمّ تسويتها في إدارتنا البائدة أو الثورية جدا إلاّ بعد مرور أشهر عديدة. فلماذا أصدرت وزارة التربية بلاغها المذكور أعلاه يوم 28/11/2014 أي في اليوم الموالي للإضراب؟ ولماذا شرعت بعض مندوبيات التعليم في تنفيذه الفعلي بعد أسبوع واحد؟

·     الكلّ يعلم أنّ وزارة تربية ما بعد 14 جانفي 2014 حاولت من قبل وأكثر من مرّة اقتطاع الأجرة عن أيام إضراب، ولكنّها تراجعت تحت ضغط الأساتذة، وأجّلت عملية الخصم لموعد غير مسمّى، رابط المرجع:
 : https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpa1/t31.0-8/s960x960/10827996_764825463552672_5854855771878314433_o.jpg
       فلماذا تُعيد حكومة مُغادرة (بعد أيام قليلة) تجربة قامت بها حكومة مُستقيلة من قبلها (مارس 2013)، وفشلت هي الأخرى في تحقيق غايتها؟

·    الكلّ يعلم أنّ وزارة الإشراف العقلانية جدا والتي تُحاول الظهور في ثوب الحريص على مصلحة ناشئتنا، كان بإمكانها إرجاء الإعلان عن نيتها اقتطاع أيام عمل إلى ما بعد امتحانات الثلاثي الأول. فلماذا اختارت هذا التوقيت بالذات لزيادة تأزيم الوضع وتأليب الأولياء على رجال التربية؟

·    الكلّ يعلم ويعلم إلاّ الحكومة والبعض من المُضلِّلين والمُضلَّلين...           

والسلام، عثمان الدرويش
08 / 12 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire