بعد مجزرة الكيمياوي في سوريا، مجلس الأمن يُفكّر في إجراء تحقيق محايد
عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الليلة جلسة مغلقة
بعد مرور 20 ساعة من مجزرة الكيمياوي التي راح ضحيتها أكثر من ألف نسمة في ضواحي
دمشق. ولم يُصدر المجلس أيّ بيان رسميّ في الحادثة. واكتفت رئيسته بالتعاطف مع
الضحايا والتعبير عن نيّة المجلس إرسال معونة مستعجلة للمتضرّرين وبحث إمكانية إجراء تحقيق
مُحايد لكشف خفايا مجزرة الكيمياوي في سوريا. ولم تنس
رئيسة المجلس دعوة الأطراف المتصارعة إلى وقف متبادل
لإطلاق النار.
مجلس الأمن هذا، هو نفسه كان قد أصدر
في ظرف 24 ساعة قراريْن اثنيْن ملزميْن على الفصل 7 لإدانة عراق صدام حسين سنة
1991.
لقد نبّهنا مرارا
وتكرارا في فجر الثورات العربية سنة 2011 إلى التالي:
إنّ الثورات
العربية لا يُمكنها تحقيق أهدافها في ظلّ نفس النظام العالمي الرسميّ بحُكّامه وآلياته كمجلس الأمن ومنظماته المختلفة.
وإنّ من أهم العوامل
التي تُعيق الثورة – أيّة ثورة - على تحقيق أهدافها هو قبول البديل من خارج رحم
الثورة نفسها. والمتابع للمشهد الثوري بالدول العربية يلحظ أنّ البدائل كلّها لم
تكن من إنتاج الثورة.
·
فتونس قبلت برأسيْ السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في عهد ابن علي -
وهما فؤاد المبزع ومحمد الغنوشي – ليكونا رئيسيْن للدولة والحكومة بعد فرار ابن
علي.
·
ومصر رضيت بالمشير الطنطاوي ومجلسه العسكري خليفة لمبارك.
·
واليمن انصاعت للمبادرة الخليجية والتي بفضلها اُنتُخب نائب صالح – وهو
المرشّح الوحيد – ليحلّ مكان صالح.
·
أمّا ليبيا فدور حلف الناتو كان بارزا وإن لم تتّضح لحدّ الآن معالم
الخطّة البديلة كاملة.
وعليه، نرى والله
أعلم أنّ الله أرجأ نصر الثورة السورية كلّ هذه المدّة حتّى يجهز البديل ويكون من
رحم هذه الثورة.
فالرحمة للشهداء،
والشفاء للجرحى، والثبات الثبات للمجاهدين والثوّار.
والسلام، عثمان الدرويش
21 / 08 / 2013
.