Pages

Nombre total de pages vues

lundi 3 décembre 2012

نصر غزّة بنكهة الثورة -6


    نصر غزّة بنكهة الثورة -6
    التجاذبات الإقليمية وفرص تصحيح المواقف
...
في المقــاومة والنّصــر

بداية هذه أربع برقيات الأربع وعشرين ساعة الأخيرة للدول الباحثة عن نفوذ لها في المنطقة:

·        العدو الصهيوني: يُواصل اعتداءاته على الحدود الفاصلة بين غزّة وفلسطين 48 في محاولة يائسة لإقناع شعبه بأنّه لم يخسر المعركة الأخيرة.
·        إيران: لا تتوقّف عن التصريح بأنّها هي من زوّدت غزّة بالصواريخ م75 لدكّ "تل أبيب". وكأنّها انتهت الساعة من تصنيع صواريخ مداها 75 كم، وفضّلت أن تهدي المقاومة باكورة صناعتها الحربية اليوم -2012-.
·        تركيا: تُعلن أنّ أردوغان سيقوم بزيارة تاريخية هذا الأسبوع لغزّة، وسيكون مصحوبا بخالد مشعل المبعد عن وطنه لعقود.
·        قطر: خصّصت قناة الجزيرة أكثر من مادة إعلامية لتناول هذا الخبر [مصدر ديبلوماسي إسرائيلي رفيع يصف قطر بأشدّ أعداء بلاده].
·        مصر: مسيرات مليونية لدعم الرئيس مرسي
·        سلطة رام الله: لا تزال تحت نشوة نصر [حصول فلسطين على دور مراقب غير عضو في الأمم المتّحدة].                 

هذه مقتطفات موجزة عمّا تشهده المنطقة هذه الأيام من تجاذبات إقليمية. ولنلق الآن الضوء بإشارات برقية على المقاومة التي استلمت الحكم. وكنموذج لذلك نذكر:
·        تراجع شريف شيخ أحمد عن مبادئ المقاومة بمجرد دخوله قصر رئاسة الصومال في 2009.
·        انقلاب محارب الروس قلب الدين حكمتيار على إخوانه المجاهدين بمجرد توليه رئاسة أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي، وذلك بتحالف فاشل مع الشيعة ضد حركة طالبان السنيّة.

وفي اتّجاه معاكس، نتأمّل الآن نموذجيْن للمقاومة المتجاوزة لحدودها:
·        عام 90 انحاز المناضل ياسر عرفات بالكامل للمرحوم بإذن الله صدام حسين عندما ضمّ الأخير الكويت لدولة العراق. لقد اعتقد عرفات أنّ ساعة نصر الأمّة قد حانت. فكان ما كان من عدوان غربي على العراق سنة 1991. وتمّت مقاطعة عرفات من النظام العالمي والعربي الرسمييْن، وخصوصا من حكام الخليج. وربما كان موقف عرفات هذا السببَ المباشرَ في إضعافه، ثمّ إمضائه لمعاهدة أوسلو 1992. على فكرة كان الاسم المتداول وقتها: معاهدة غزّة – أريحا أولاً. أي سيكون البدء باستقلال غزّة وأريحا أولاً. فمرّت عشرون سنة ولم نر لا ثانيا ولا ثالثا.
·        عام 2006 تجاوز حسن نصر الله حدود المقاومة وقام باختطاف أسيريْن صهيونييْن من شمال فلسطين التاريخية. فكان عدوان الصهاينة على لبنان ثمّ القرار المشؤوم 1701 الذي أصاب حزب الله في مقتل. وتوقّفت العمليات الفلسطينية من جنوب لبنان ضد العدوّ، بعد أن ضيّق عليها حزب الله الخناق أيام تولّيها زمام الأمور في الجنوب وقبل تعزيز قوات اليونيفيل. وقد اعترف حسن نصر الله بهزيمته في 2006 عندما قال إنّه لو كان يعلم ما آلت إليه عملية أسر الجندييْن الصهيونيين، لما أقدم عليها.

والآن، وبعد عرضنا لأخطبوط التجاذبات الإقليمية والطريقة التي تصرّفت بها المقاومة الحاكمة (أو الحكومة المقاومة)، هل انتصرت غزّة على أعدائها في جولة نوفمبر 2012؟ وقبل الإجابة، توضيح لمفهوم المقاومة.

    قاومه قواما ومُقاومة يعني قام معه أو ضادّه وبالرجوع للجذر فإنّ [ ق . و . م ] تفيد الانتصاب والاعتدال والثبات. فالقيامة هي الانبعاث من الموت والديانة القيّمة هي المستقيمة والتقييم إعطاء قيمة للشيء والتقويم يعني التوفيق . وهذه الشروح مستخرجة من (المنجد – دار المشرق بيروت – الطبعة الحادية والعشرين – مطابع نصر الله – أيار 2005 )

    ووظيفة المُقاوم  résistanceفي الهندسة الكهربائية هي التصدّي للتيار الكهربائي قصد التخفيض من شدّته. وبذلك فهي تختلف عن مهمة الملفّbobine  أو المولّدdynamo. فالمقاوم يسهر ضمن دارة على حسن تفاعل مكوّناتها ويحقق أفضل تعديل ممكن بين عناصرها. ورغم الدور الأساسي للمقاوم فإنّه لا يُذكر ضمن خاصيات الجهاز أو مميّزاته على العكس من ذلك في حالة العطب، فلو تجاوز المقاوم مهمّته واعتقد أنّ بإمكانه الاستغناء عن مكوّن من مكوّنات الدارة أو احتلال محلّه لَتعطّب الجهاز بكامله، وعندها تُحمّل المسؤولية على المقاوم وحده دون بقية العناصر. فإذا أسقطنا دور المقاوم في الجهاز الكهربائي على المقاومة الفلسطينية في غزّة برزت الصورة واضحة جلية بإجابياتها وسلبياتها قبل العدوان وأثناءه وبعده.
     
     والمقاومة في موضوعنا هي التصدّي للعدو مع الحرص على عدم تجاوز المقاوم حدودا معيّنة وإن تخطّاها العدو. والمقاومة ليست موسميّة، فهي استنزاف للعدو حتّى يقتنع بعجزه عن مواصلة دفع ثمن احتلاله. والأهم من ذلك هو إبقاء إرادة المقاومة حيّة في ضمير الأمّة.
فهل انتصرت المقاومة الحاكمة (أو الحكومة المقاومة) في غزّة على أعدائها في جولة نوفمبر 2012؟
جوابي: نعم

والسلام، عثمان الدرويش... تمّ بحمد الله
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
03 / 12 / 2012

** بعض فقرات هذا البحث المطوّل هي من دراسة سابقة كتبتُها في رمضان 1427  /  أكتوبر 2006 تحت عنوان: [ مقاربة اجتهادية في مهرجان النصر] بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان جويلية (تموز)/ أوت (آب) 2006

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire