Pages

Nombre total de pages vues

lundi 30 octobre 2017

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -13

هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -13
أربعة أمثلة تزوير للانتخابات، نصفها في العهد السعيد (أ) 

* من كواليس أول انتخابات تشريعية ورئاسية في عهد "التحوّل المبارك"

كان ذلك سنة89 حين دُعيت يوما إلى اجتماع إداريّ بمعتمدية العالية بصفتي رئيس مكتب اقتراع. جاءت لحظة الصفر، دخل المعتمد على المجتمعين مُرحّبا. ثمّ التفت إلى عون الحراسة قائلا: [يبدو لي أنّنا "جرابة صافين" اخرج عم (ص) واغلق الباب.] تناول المعتمد -بصفته رئيس اللجنة الفرعية المشرفة على الانتخابات- كلّ المواضيع إلاّ المسألة الإدارية والتي جئنا من أجلها. شدّد خلال محاضرته في "المواطنة" على ضرورة نجاح التجّمع في التشريعية و"صانع التغيير" في الرئاسية. بعث برسائل ضمنية تُساعد المشرفين على مكاتب الاقتراع على تجسيد "مواطنتهم" لا ضمن إطار المجلة الانتخابية، ولكن من خلال شعار {عينك ميزانك} أي لك كامل حرية التصرّف لتُعبّر عن امتنانك لمنقذ الأمّة وتكسب ثقة الجهة التى شرّفتك بهذه المهمّة.

لكنّ كلّ هذه التعليمات الدقيقة والنصائح الرشيدة لم ترْقَ لمستوى تطلّعات بعض "الأمناء" على العملية الانتخابية. فتدخّلت رئيسة أحد مكاتب الاقتراع (س) متسائلة في استغباء ماكر للحاضرين: [ولكن سيدي المعتمد، كيف أُقنِع الناخب بِضرورة وضع القائمة الحمراء في الصندوق؟] فردّ عليها الإداريُّ المُحايد: [الأمر بسيط، اطلُبْ منه أن يضع علم بلاده: الحمراء في صندوق التشريعية، والبيضاء في صندوق الرئاسية.] وكان الإعلام يُروّج ساعتها أنّ التجمّع (الحزب الحاكمقد اختار اللون الأحمر، والمُترشّح للرئاسة ابن علي –وهو الرئيس المباشر لحظتها حسب "الشرعية الدستورية"- اختار اللون الأبيض.

لم أعد أطيق صبرا، فانتفضت كالمسعور: [ما هذا الهراء !!! أنحن في حملة انتخابية أم في اجتماع إداريّ؟] فأمسك بي اثنان من أصدقائي وأجلساني مكاني. قال لي أحدهما – (م... ..م....) وهو مُتوفٍّ الآن، رحمه الله رحمة واسعة-: [ما بك؟ أجُننت؟ ألا يُحِسّ الكثير منّا بما تشعر به أنت؟] قلت: [أنا مستعدّ للوقوف أمام المحكمة أنا وهذا المعتمد، ونرى من منّا المذنب. ألم يُحذّر ابن علي البارحة فقط في خطابه المُتجاوزين لأحكام المجلّة الانتخابية؟...] حدث كلّ هذا وظهري إلى الحائط أي في أبعد نقطة عن المنصّة الشرفية. وأنا على يقين أنّ المعتمد ومَن كان إلى جواره لم يسمعوا حواري مع الصديق، بل ولم يتفطّنوا إلى بعض مُجريات الأحداث.

والسؤال الذي لا يزال يُؤرّقني هو: مَن أعلم "الجماعة" بالأمر؟ كما أُفِدت ليلتها عندما تمّ استدعائي وإعلامي بأدقّ التفاصيل وأنّ "الجماعة" مستاؤون منّي. وبالقفز على بقية الأحداث لخصوصيتها، أشير أنّ القضية لم يقع التحفّظ عليها إلاّ بتدخّل جريء من صديقي (خ... ط....) –شفاه الله-. وإن كان البعض رأى ساعتها أنّ تدخّل الصديق لم يكن بهدف الدفاع عنّي وإنّما إنقاذ تجمّعه (الحزب الحاكم وقتها)، غير أنّي اعتقدت ولا أزال أنّ (خ... ط....) قد وقف لصفّي بحكم الصداقة التي تربطنا، بدليل أنّ انحيازه لجانبي لم يكن استثناء في هذه المسألة. 
وأعود لأسأل الذين يطلبون الصفح اليوم: مَن أعلم "الجماعة" بالأمر؟

حسبي الله ونعم الوكيل، عثمان الدرويش
09 / 10 / 2011              
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire