Pages

Nombre total de pages vues

samedi 15 novembre 2014

حكايتي مع المُرشّح رقم 12 لرئاسة تونس

.
حكايتي مع المُرشّح رقم 12 لرئاسة تونس

في نهاية زيارة أدّاها قريب لي، عرض عليّ مساعدة المرشّح رقم 12 في حملته الدعائية. وبسؤالي له عمّن يكون هذا المترشّح، تبيّن لي أنّه جار قديم منذ ستينيات القرن الماضي. كنتُ أعرف أباه (م) –رحمه الله- وأمّه (خ) –أطال الله عمرها- معرفة جيّدة. أمّا رقم 12 فلا أعرف عنه سوى أنّه إطار سام في السلك الذي كان يعمل به أبوه، أو بعض الأخبار المناسبتية التي كانت تصلني من حين لآخر عن طريق أقاربي هناك. أوصلني قريبي أمام المقهى الذي أرتاده. نزلت من السيارة حاملا مطويات الدعاية للمترشّح رقم 12.

سلّمتُ ووضعت رزمة المطويات على الطاولة أمام الجماعة. وإذا بأحدهم يصرخ: ها قد ظهر لونك الحزبي. وآخر: اظهر وبان، وعليك الأمان. وثالث: ألم تجد غير رقم 12 لتدعمه؟ ورابع: ألهذا السبب لم تكن متحمّسا لدعم رقم 24؟ شرحت لهم المسألة كما بيّنتها أعلاه، مع بعض الجزئيات المختصرة.
وحاولت –دون جدوى- إقناعهم بأنّ الأمر لا يتعدى المجاملة لقريبي، ومن ورائه جارنا المترشّح. وأنّ ما أقوم به لا يتعارض مع ثوابتي الشخصية كـ: عدم منح فرصة ثانية لشخص أو حزب وقعت تجربته وسقط في الاختبار. سواء كان ذلك الشخص أو الحزب من عهد الاستبداد أو من المحسوبين على الثورة.

واختلط في نقاشنا الجدّ بالهزل، حتى انفجرت:
وما الذي يُقلقكم في تصرّفي هذا؟ تحمّلت مدّة شهر حملتكم الدعائية للرقم 24 ولم تصبروا ساعة من الزمن على حديثي على نصف الـ24. تأكّدوا أنّ لا حديث مستقبلا إلاّ على رقم 12. فأنتم تدعمون الـ24 ليس لقناعة به: لقد فرضت عليكم أطراف أجنبية ذات سلطة عدم الترشّح لرئاسة الجمهورية. وظننتم أنّكم ستفوزون بالحكومة والأغلبية البرلمانية، وهذا لم يحصل. والآن، ولتدارك ما فاتكم، بحثتم عن فرس في قائمة المتسابقين تُراهنون عليه لتعويض خسارتكم، فكان الـ24 ...          

والسلام، عثمان الدرويش
15 / 11 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire