Pages

Nombre total de pages vues

samedi 15 novembre 2014

المشهد الثقافي قبل الثورة وبعدها / من خلال نموذج محليّ


.
المشهد الثقافي قبل الثورة وبعدها / من خلال نموذج محليّ
...
البارحة قمتُ بتنزيل مقال: العيوني في العالية اليوم، مُحاضرا أم مُقتفيا أثار سابقيه؟ هذا رابطه:  http://penseesopinions.blogspot.com/2012/11/blog-post_3.html

وهذه فكرته العامّة: قياسا على أمثلة معاشة، قلتُ إنّ العيوني نزل بدار الثقافة بالعالية مُحاضرا [الثورة التونسية بين الوصل والفصل] طمعا في منصب رفيع حكوميّ أو غير حكوميّ. ولكن، لا يستطيع من كان همّه الوحيد الدفاع عن وزير حقوق الإنسان وعن رئيس الحكومة أن يكون في نفس الوقت في صفّ الثوار. ومن غير المعقول أن يجمع الأستاذ المحامي بين الدفاع عن الوزير الحاكم والمرافعة لصالح الشعب الثائر.

ولكنّ تعليقا استفزازيا جعلني أعود اليوم للمسألة مُجدّدا: [لقد كنتَ من قبل موضوعيّا، أمّا الآن فقد انقلبتَ مُعارضا مُنحازا (والمقصود بِـ "من قبل" زمن ابن علي). فقد حمّلتَ دعوة المُحاضر ما لا تحتمل بناء على نظرية المؤامرة، وجعلتَ وراء كلّ نشاط إنّ.]


وهذا وصف لمشهد ثقافيّ من زمن "من قبل": في أواسط العقد الفارط، وسنة 2005 على ما أعتقد، حضرتُ بدار الثقافة بالعالية أمسية ثقافية تحت عنوان [ صورة الوطن في الشعر الشعبي ] وكان من بين المحاضرين أديب شاعر لا أذكر اسمه الآن. قدّم الأديب الشاعر مُداخلة قيّمة تعرّض من خلالها إلى التأثير الإيجابي للشعر الشعبي في حياة المجتمع، مستشهدا بشعراء من بينهم العربي النجار الشاعر الشعبي أصيل العالية، مُستعرضا قصائد باللهجة العاميّة كانت تُحرّض الشعب على التحرّر من سلطة الاحتلال الفرنسي.

وبعد محاضرة الأديب الشاعر، أخذتُ الكلمة، وقد تسلّحتُ من قبل بمعلومات حول الضيف المحاضر استقيتها من مواقع إلكترونية –لم تُصب بعد بالإسهال الإلكتروني الذي تُعاني منه أغلب صفحات النت هذه الأيام-. بدأتُ بعنوان المحاضرة [صورة الوطن في الشعر الشعبي]. قلتُ: ألهذه الدرجة تملّكت منّا الصورة فأصبحنا لا نستطيع رؤية الوطن إلاّ من خلالها؟
ثمّ توجّهتُ للأديب الشاعر بالقول: كيف يُمكن لمن قَبِل التحقيق في فكر زعيم دولة عربية من خلال كتبه الأرض الأرض/ والقرية القرية ... أن يتولّى الدفاع عن أصحاب الشعر الشعبي. (وكنتُ أقصد بالزعيم معمر القذافي).
استغرب المحاضر من كلامي، ولكنّه ردّ بدبلوماسية أنّ السفارة الليبية اختارته لإجراء هذه الدراسة، ولم يحصل الاتّفاق النهائيّ بعد.

رغم التشابه بين المشهديْن، فقد اعتبر صاحب التعليق أعلاه موقفي "من قبل" موضوعيا، و"الآن" صار موقفي معارضا منحازا !!!

أمّا جوابي فهو التالي: لقد كنتُ ولا أزال وسأبقى مُنحازا، مُنحازا لنفسي وعائلتي وقريتي ووطني وهويتي وديني وإنسانيّتي. وهذا الموقف في نظري هو قمّة الموضوعية.

والسلام، عثمان الدرويش
04 / 11 / 2012
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire