.
ملاحظة: النكتة تمّ بثّها مسجّلة. والأغرب أنّ إدارة القناة أعادت بثّها مرّات خلال شهر رمضان معتبرة هذه النكتة من بين النكات التي استحسنها الجمهور.
لماذا ربط الله تعالى وفي أكثر من آية طاعته بطاعة الوالدين؟ بل وأكثر من ذلك، إن جاهد الأبوان ابنهما على الكفر بالله، أمره الله بعدم الكفر مع المحافظة على احترام والديْه ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف (الآيتان13و14 من سورة لقمان والمذكورتان أعلاه) إنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه القاعدة، ثمّ أقرّ أنّ عقوق الآباء من الكبائر. لأنّه باختصار شديد [قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ] الآية 48سورة سبأ/ يعلم سبحانه أنّ المرء إذا تجرّأ وتمرّد على سبب وجوده المباشر(وهما الأبوان) يُصبح من السهل عليه التمرّد على سبب وجوده غير المباشر(وهو الله) أفلا تعقلون.
حول لاءات الإعلام الثلاث
[لا
للاعتداء على الصحفيين/
ولا للحدّ من حريّة التعبير/
ولا للوصاية على الإعلام/]
شعار فوجئتُ بمروره اليوم مرّات على القناة الوطنية1، فأنا غير
ملمّ بالظرف الذي بسببه تبنّت قناة رسمية هذا الشعار.
لا للاعتداء على الصحفيين: مطلب منحاز، لا يحقّ نشره
بوسيلة إعلام رسمية. فلو طالبت جهةٌ رسميةُ أو غير رسمية التلفزةَ الوطنيةَ على
إثر اعتداء –مثلا- على مُربٍّ أو مدرسة بتنزيل هذا الإعلان: [لا للاعتداء على
المعلّمين] هل كانت الوطنية ستفعل، حتى وإن كان الإعلان مدفوع الأجر؟ فالشعار
المنطقي الذي نراه هو: لا للاعتداء على الإنسان.
لا
للوصاية على الإعلام: أن تكون وسائل إعلام غير منتخبة وصيّة على شعب بأكمله،
فهذا معقول بالنسبة لرجال الإعلام. أمّا أن يُكلّف شعبٌ كاملٌ هياكلَ منتخبة من
طرفه بمراقبة الإعلام، فهذا يصير ظلما وتعدّيا على استقلالية الإعلام!!!!!
لا
للحدّ من حريّة التعبير: وهنا لن أتطرّق لمخاطر تلفزيون الواقع على الإنسان، بل
سأكتفي بالتساؤل التالي: نعم لحريّة التعبير. ولكن ماذا عن أخلاق التعبير !!؟؟ وهذه إعادة ملابسات قضية طالما
رفعتها في محافل عديدة، قضية أعتبرها شديدة الخطورة:
الحادثة:
بثّت قناة حنبعل منذ أربع أو خمس سنوات خلال شهر رمضان منوّعة يومية بعنوان
"حنبعل في حومتنا" ومن بين فقراتها نكتة يُقدّمها مواطن عادي أو نجم من
نجوم المجتمع. خرج علينا ذات ليلة ممثل ومخرج سينمائي (ن.د.س) بالنكتة التالية:
[جلس شابّان في مقهى، وقرّرا أن يتباريا –أيّهما أكثر شماتة من الآخر- وبعد لحظات خرجت عجوز من زقاق قريب من المقهى،فتوجّه نحوها المُتباري الأول وأخذ يُسدِّدُ لها اللكمات يمنة ويسرة "جابلها عينها كِالعضمة المرَوْبة، زرّقلها وجهها –وما شابه من الألفاظ السوقية-" على كلّ، كان الشاب الثاني جالسا في مقعده تغمره السعادة وهو يُراقِب عملية ضرب العجوز دون أن يُحرّك ساكنا. عاد المُتباري الأول لصاحبه وطلب منه تسليمه الرهان المتّفق عليه فرفض الثاني مُدّعِيّا أنّه هو الأكثر شماتة. فسأله الأول في استغراب أنا الذي ضربت العجوز دون أن تكون قد آذتني بشيء، وأنت بقيت في مكانك مكتفيا بالضحك. فردّ عليه الثاني: أنا أكثر شماتة منك لأنّ التي كنت تضربها هي أُمِّي !!!!!! ]/ واللغة الفصحى التي استعملتها قلّلت من تأثير المشهد على القارئ.
[جلس شابّان في مقهى، وقرّرا أن يتباريا –أيّهما أكثر شماتة من الآخر- وبعد لحظات خرجت عجوز من زقاق قريب من المقهى،فتوجّه نحوها المُتباري الأول وأخذ يُسدِّدُ لها اللكمات يمنة ويسرة "جابلها عينها كِالعضمة المرَوْبة، زرّقلها وجهها –وما شابه من الألفاظ السوقية-" على كلّ، كان الشاب الثاني جالسا في مقعده تغمره السعادة وهو يُراقِب عملية ضرب العجوز دون أن يُحرّك ساكنا. عاد المُتباري الأول لصاحبه وطلب منه تسليمه الرهان المتّفق عليه فرفض الثاني مُدّعِيّا أنّه هو الأكثر شماتة. فسأله الأول في استغراب أنا الذي ضربت العجوز دون أن تكون قد آذتني بشيء، وأنت بقيت في مكانك مكتفيا بالضحك. فردّ عليه الثاني: أنا أكثر شماتة منك لأنّ التي كنت تضربها هي أُمِّي !!!!!! ]/ واللغة الفصحى التي استعملتها قلّلت من تأثير المشهد على القارئ.
ملاحظة: النكتة تمّ بثّها مسجّلة. والأغرب أنّ إدارة القناة أعادت بثّها مرّات خلال شهر رمضان معتبرة هذه النكتة من بين النكات التي استحسنها الجمهور.
يقول الله
تعالى في سورة لقمان الآية13و14:[ ... أَنُ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ
الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ]. وللمستغرب من علاقة نكتة
"بريئة" كهذه بحرية التعبير إضافة:
الإضافة:
* هذا الفنان ومن باب الحداثة حاول أن يخدم النظام
العلمانيّ بضرب ثوابت الأمّة بنكتته هذه، ولكنّه كان يجهل أنّ فتح باب تمرّد الابن
على والديه أو أحدهما يُؤدّي به آليا للتمرّد على معلّمه ورئيسه ومجتمعه ثمّ خالقه
سبحانه وتعالى.
لماذا ربط الله تعالى وفي أكثر من آية طاعته بطاعة الوالدين؟ بل وأكثر من ذلك، إن جاهد الأبوان ابنهما على الكفر بالله، أمره الله بعدم الكفر مع المحافظة على احترام والديْه ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف (الآيتان13و14 من سورة لقمان والمذكورتان أعلاه) إنّ الله سبحانه وتعالى جعل هذه القاعدة، ثمّ أقرّ أنّ عقوق الآباء من الكبائر. لأنّه باختصار شديد [قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ] الآية 48سورة سبأ/ يعلم سبحانه أنّ المرء إذا تجرّأ وتمرّد على سبب وجوده المباشر(وهما الأبوان) يُصبح من السهل عليه التمرّد على سبب وجوده غير المباشر(وهو الله) أفلا تعقلون.
والسلام، عثمان الدرويش
01 / 02 / 2012
.