.
موقفنا من الاتحاد
كمؤسسة، لا ينسحب آليا على قياداته
قال
صديقي: يوم الثلاثاء الفارط 30-04-2013 تحوّل قياديون من الاتّحاد العام التونسي
للشغل لفرنسا لمشاركة الجانب الفرنسي الرسمي في تدشين ساحة بباريس تُخلّد اسم
الزعيم فرحات حشاد. وقد قلتَ يومها:
[بانتهازية متبادلة بين
المعتدى عليه (النقابيّ التونسي) والمعتدي (الحاكم الفرنسي) يتمّ اليوم في فرنسا
إعادة اغتيال حشاد، اغتيال معنويّ أخلاقيّ جديد أشدّ تأثيرا على النفس من الاغتيال
المادي الجسدي الذي أقدمت عليه عصابة اليد الحمراء الفرنسية منذ ستّين سنة.]
قال: فهل أنت -بكلامك هذا- تتخلّى عن الاتحاد وترفع دعمك عن قيادته؟
...
أجبتُ
صديقي: لا أبدا، فالفرق شاسع بين المؤسسة وقياداتها.
فعندما أعبّر عن انزعاجي من تصرّفات وزير ما، فهذا لا يعني أنّني أدعو لحلّ تلك الوزارة مثلا، بل على العكس تماما. فكلّما ازداد اهتمامي بمؤسسة كانت محاسبتي لمسؤوليها أشدّ.
فعندما أعبّر عن انزعاجي من تصرّفات وزير ما، فهذا لا يعني أنّني أدعو لحلّ تلك الوزارة مثلا، بل على العكس تماما. فكلّما ازداد اهتمامي بمؤسسة كانت محاسبتي لمسؤوليها أشدّ.
وبخصوص
الاتحاد العام التونسي للشغل، فهذه المنظمة لم تكن تعيش عصرها الذهبي طيلة حياتي
المهنية. بل عرفت رئاسات عديدة (من الشرفاء، والأقلّ شرفا) بدرجات إخلاص مُتفاوتة
(الحبيب عاشور- عبيد– الدبابي- البكوش- السحباني- جراد- العباسي) ولكنّني لم أفكّر يوما في الانسحاب من هذه المنظّمة حتى في أحلك الظروف.
وحتى
نستغلّ الفرصة، نُذكّر بفاجعة اغتيال فرحات حشاد، حيث اعترف قاتله انطوان ميليرو
بالجريمة سنة 2010 وقال حرفيّا:
أعتقد
أنّ ما قمنا به عمل شرعيّ. ولو كان ينبغي عليّ إعادته، سأُعيده.
والسلام،
عثمان الدرويش
04-05-2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.